أغبالة.. نموذج لمغرب يسير بسرعتين

0 102

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

محمد اولامين

 

في الوقت الذي تتقدم فيه الجماعات المجاورة لمنطقة أغبالة بوثيرة متسارعة وفق متوالية هندسية، في تفعيل السياسات العمومية والسعي نحو تحقيق التنمية، نجد في الضفة الأخرى جماعة أغبالة التي تسير بمتوالية حسابية، تجعلها في مؤخرة ترتيب جماعات الحزام الجبلي على جميع المستويات والأصعدة، وذلك نتيجة غياب رؤية استراتيجية واضحة، وضعف كفاءة المنتخبين في إدارة الشؤون العامة وتدبير هذا المرفق العمومي، الذي من شأنه خدمة المنطقة وتحقيق التنمية أو العكس تماما( اقبارها وجعلها متأخرة عن الركب).

بعدما كانت أغبالة كجوهرة وكلوحة فنية تسر الناظرين، بجمالها وبمؤهلاتها الطبيعية والبشرية والاقتصادية، التي جعلتها كمفخرة للجار قبل ابن الدار، أضحت اليوم  تعيش  في الفقر والهشاشة خاصة في صفوف الشباب الذين لم يعودوا يرون أمامهم سوى خيارين: إما الموت البطيء في مسقط الرأس أو الهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عن الفرص الغائبة في بلدتهم الأم، وذلك نتيجة سياسة الاقصاء والتهميش التي تنهجها الجهات المسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر.

وهذا ما يجعل أغبالة نموذج للمناطق التي ينطبق عليها الخطاب الملكي السامي “مغرب يسير بسرعتين”، نظرا للتحديات والمشاكل المستمرة التي تعاني منها ساكنة مثل هذه المناطق النائية والمعزولة: طرق وأزقة مهترئة ومتأكلة، ضعف المنظومة الصحية، هشاشة اقتصادية، غياب الملاعب الرياضية والفضاءات الترفيهية، ضعف الإنارة العمومية… وغيرها من مظاهر الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد من حدة الفوارق المجالية وتوسيع الفجوة بين المركز والمحيط.

وفي الوقت الذي تتساءل فيه ساكنة أغبالة عن حقها في التنمية والعدالة الاجتماعية والمجالية، نجد أن الجماعة ومنتخبيها ينهجون سياسة التجاهل و الأذان الصماء، ضربا بعرض الحائط كافة الوعود والشعارات التي رددوها أثناء تنظيم حملاتهم الانتخابية بغية استمالة الناخبين، من أجل الوصول إلى كراسي المجلس الجماعي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.