احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
بوناصر المصطفى
انطلقت سلسلة الكوب كأبرز الفعاليات العالمية التي تستهدف مواجهة ظاهرة التغير المناخي، حيث تجمع الدول الأعضاء لتحديد التزاماتها والعمل على تحقيق أهداف الحد من الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة.
الإطارية بشأن اذ تقام هذه التظاهرة الدولية المنضوية في اطار اتفاقية الأمم المتحدة على شكل حلقات للصد امام ظاهرة التغيرات المناخية وتقييم الحصيلة ولما كانت مخرجات محطة باريس ومراكش من اهم المؤتمرات التي كانت لها حصيلة مشرفة، يقترب الموعد لتستأنف هيئة الأمم المتحدة في الايام القادمة تعداد مزيد من الأرقام للتحضير لعقد البرازيل كوب الثلاثين بدولة البرازيل.
اية حصيلة تحققت حتى الان في التزامات الدول المشاركة؟
وهل استطاعت تجاوز تلك التحديات المحتملة من بعض الدول الاعضاء؟
إذا كانت محطات باريس كوب 21 ومحطة مراكش 22 قد أسفرت عن نتائج إيجابية وطموحة للحد من مكافحة آثار التغيرات المناخية في العالم، فانه من المرتقب ان تستهدف كوب 30 بالبرازيل الوقوف على اهم التحديات التي تواجه هيئة الأمم المتحدة في التوصل الى توافق الدول الأعضاء بتجاوز تقصير واضح في باب التعاون الدولي بهدف توفير تمويلات كافية لدعم الجهود المناخية في الدول النامية، والتزام معتمد من الدول الكبرى الملوثة للتقليل من منسوب انبعاثاتها الصناعية، وسعي حثيث للاستثمار في تكنولوجيا نظيفة ومستدامة.
لابد من متابعة التطورات في انتظار ما ستسفر عنه نتائج كوب البرازيل المرتقبة وتقييم مدى قدرتها على تحقيق التقدم المطلوب، في مواجهة تحديات فعاليات مؤتمرات التغيرات المناخية العالمية وتسجيل الحصيلة المحققة حتى الآن.
فاذا كان سقف الفترة 2015-2021 لم يتجاوز في اتفاقية باريس وضع اهداف محددة لالتزامات اساسية أولية كتقليص درجة الحرارة من 2 درجة مئوية الى 1.5وتحدثيها كل خمس سنوات، مع انشاء صندوق المناخ الأخضر ممول ب 100 دولار امريكي لدعم الدول النامية، فان مؤتمر كوب 2022 مراكش قد نجح في التركيز على وضع إطار عمل لتنفيذ مخرجات اتفاقية باريس كتعزيز التعاون بين الدول في مجال تحفيز العمل لنقل التكنولوجيا والتمويل، كما تميزت هده المحطة عن غيرها بإطلاق شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي لتسريع الجهود المناخية. اما مؤتمر غلاسكو كوب 2026 فقد اهتم بجدولة التركيز على خاصية إنهاء استخدام الفحم وتقليل الانبعاثات الميثانية مع التأكيد على حد من الانبعاثات وزيادة تمويل الدول النامية.
ليأتي مؤتمر شرم الشيخ كوب 2027 ليختم تلك المقترحات بإدراج نقط تفعيل العدالة المناخية والمبادرة لتأسيس صندوق الخسائر والأضرار قصد دعم الدول المتضررة بشدة من آثار التغير المناخي.
يبدو ان القراءة المتأنية في اهم التحديات التي تواجه باستمرار تنفيذ التزامات الدول الأعضاء هو ذلك التباين بين الدول، مادامت الدول النامية تحمل مسؤولية التلوث للدول الصناعية الكبرى، مما يخلق فجوة في تفعيل الالتزامات، ويطبع التزام بعض الدول المتقدمة بوثيرة بطيئة في تنزيل الدعم المالي والتكنولوجي، هذا بالإضافة الى ان دولا وازنة اقتصاديا (روسيا الصين والهند ودول الشرق الأوسط) لازالت تعتمد الوقود الاحفوري وبالتالي يصعب الانتقال بضربة زر نحو الطاقة المتجددة، وهذا يتطلب وقتا لحصول هذا التحول، على اعتبار انه من الممكن النظر اليها من زاوية أخرى كمغامرة اقتصادية وان ما زاد من التباطء تلك الازمات العالمية كالجائحة الكوفيدية والحرب الروسية الأوكرانية بتأثيراتها الجيو سياسية.
على هذا الأساس تبقى على اجندة مؤتمر البرازيل كوب 30ان يكون محورا لتعزيز العدالة المناخية ذلك ان البرازيل من الدول التي لها وزن في الحفاظ على النظام البيئي العالمي بسبب غابات الأمازون. كما ان عليها ان تبحث عن وسائل أكثر جدارة لزيادة الضغط على الدول الكبرى لتلتزم بشكل يعطي طموحًا أكثر مع التركيز على تمويل الخسائر والأضرار، وتحفيز التعاون مع القطاع الخاص لتسريع المرور الى الاقتصاد الاخضر.
بالرغم بعض الإنجازات على صعيد الالتزامات المناخية، تبقى التحديات قائمة، تعوق التنفيذ الفعلي لهذه الالتزامات. لان نجاح مؤتمرات الأطراف المستقبلية يحتاج الى الإرادة الحقيقية بتبني المرونة والقدرة على تجاوز كل تلك الخلافات والعمل بشكل تعاوني لمواجهة هذا التحدي العالمي.
يجب على الحكومات وضع هدف أكثر توافقا للتمويل المناخي رغم بعض الخطوات نحو زيادة الطموح لمعالجة تغير المناخ، ولا تزال هناك الحاجة لمزيد من الطموح والعمل والتمويل لمنع التأثيرات الأكثر خطورة لتغير المناخ وضمان قدرة المجتمعات على التكيف بفعالية.
#هل من اليات ووسائل أكثر جدارة للدفع بالدول للالتزام بتعهداتها؟
#هل يمكن تخصيص تحفيزات للدول التي أبدت التزاما أكثر من غيرها؟
