رحلة في قطار العذاب بين مراكش والرباط
مصطفى تويرتو
من غير المقبول أن يتحول السفر عبر القطار، الذي يفترض أن يكون وسيلة راحة وتنقل حضاري، إلى تجربة مرهقة مليئة بالاختناق والمعاناة. الركاب القادمون من مراكش في اتجاه الرباط وجدوا أنفسهم محاصرين داخل عربات خانقة، مكيفات معطلة، وغياب تام للتهوية، في مشهد لا يليق بالمكتب الوطني للسكك الحديدية الذي يرفع شعارات الجودة والحداثة.
والأدهى من ذلك أن هذه المعاناة تأتي مرفوقة بثمن تذكرة يصل إلى 200 درهم، وكأن الزبون يؤدي تكلفة خدمة فاخرة بينما يعيش ظروفا لا إنسانية. أين هي مسؤولية المكتب في صيانة تجهيزاته؟ وأين حق المواطن في خدمة تحترم أبسط شروط الراحة؟
لقد آن الأوان لمراجعة جذرية لهذه الاختلالات، فالمسافر ليس زبونا يستنزف جيبه فحسب، بل هو إنسان يستحق احترام كرامته. استمرار هذا الوضع هو وصمة عار على صورة النقل السككي ببلادنا وهل هي حالة استثنائية نتمنى أن لا يتكرر ذلك.