إشارة ملكية تثير الجدل هل بدأ زمن المحاسبة السياسية؟

0 46

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

مصطفى تويرتو

أثار مشهد عدم مصافحة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لرئيس مجلس النواب خلال حفل رسمي أخير الكثير من الجدل والتساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية فالبروتوكول الملكي لا يعرف الصدف وكل إشارة فيه تحمل معنى ورسالة دقيقة خصوصا حين تصدر من عاهل البلاد الذي اعتاد أن يوازن بين الحزم والاحترام في التعامل مع مؤسسات الدولة.

هذا الموقف الرمزي الذي رآه البعض صفعة سياسية قد يقرأ على أنه رسالة واضحة بعدم الرضا عن أداء بعض المؤسسات أو عن الوجوه التي تمثلها وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة الحالية. فالمواطن المغربي أصبح أكثر وعيا ودقة في قراءة الإشارات خاصة في زمن تتزايد فيه الانتقادات للسياسات الحكومية في ملفات حساسة كالصحة والتعليم والقدرة الشرائية.

الملك محمد السادس، بحكمته المعهودة لطالما أكد في خطبه على ربط المسؤولية بالمحاسبة وعلى أن العمل السياسي يجب أن يكون في خدمة المواطن لا في خدمة المصالح الحزبية الضيقة. من هذا المنطلق قد يكون الامتناع عن المصافحة بداية مرحلة جديدة من التنبيه السياسي عنوانها كفى من التراخي وحان وقت مراجعة الأداء وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

إن الرسالة الملكية وإن جاءت في لحظة صامتة قد تكون أقوى من أي خطاب معلن لأنها تعكس نبض القصر وصرامة المؤسسة الملكية في مواجهة التقصير.

ويبقى السؤال المطروح اليوم

هل سيلتقط قادة حزب الأحرار هذه الإشارة بذكاء سياسي ويعيدون ترتيب البيت الداخلي أم أن صمت المؤسسة التشريعية سيكون بداية مرحلة جديدة من المحاسبة العلنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.