حينما تصير الصحافة شغفا بلا مردود
فلاش 24 ـ أفريلي مهدي
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتكدس فيه المعلومات، تبدو الصحافة وكأنها تائهة بين الصدق والإثارة، بين المهنة والربح السريع ، حيت كانت الصحافة في الماضي خادمة للمجتمع، كصوت للمظلوم، وسيف للحقيقة في وجه الباطل، أما اليوم صارت مجرد صفحة تطبع أو تنشر بدون روح، مجرد أرقام وإحصاءات، بعيدا عن الرسالة النبيلة التي وجدت من أجلها.
فالصحافي الذي كان فخورا بمهنيته وأمانته، يجد نفسه اليوم محاصرا بالضغوط الاقتصادية والسياسية، بين أجر زهيد أو غياب أي أجر، وبين مطالب النشر السريع الذي يقتل التأمل والتحقيق العميق، فالبطاقة المهنية لم تعد تقيه من التجاهل أو الإهمال، ولا تجعل له صوتا يصغى إليه ، ليصبح مجرد شاهد صامت على مأساة مهنة فقدت جزءا من روحها.
لا يمكن الإنكار بأن الصحافة اليوم تعيش بين وعود الدعم الرقمي وتحديات الإعلام الجديد، حيث تنتشر الأخبار الزائفة وتصبح الإثارة أكثر تأثيرا من الحقيقة ومع ذلك، يبقى الأمل في الصحافي النبيل، الذي يؤمن بأن الكلمة المسؤولة قادرة على تصحيح مسار المجتمع، وأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل أمانة يجب الحفاظ عليها، مهما كانت الظروف.