أيها التاوناتيون، “لا تمرضوا”..!! 

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عادل عزيزي

قد يبدو العنوان مبالغا فيه، أو يظن البعض أني من العدميين الذين يطلقون الكلام على عواهنه..

لكن ما يعايشه المواطن بالمستشفى الإقليمي بمدينة تاونات، يجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تمرض، او تختار التوجه الى المستشفى الإقليمي للاستفادة من حق دستوري، معاناة عنوانها الأبرز أن حياة المواطن “التاوناتي” لا تساوي شيئا في منظور بعض المسؤولين، وموته أفضل من حياته لأنه مجرد رقم..

من طبيعة البشر أنها تمرض، تُعالج فتتعافى ولكن، البشر في إقليم تاونات قياس لا يُقاس عليه، فإياكم والمرض هنا في هذه البقعة “المهمشة” لأنَّ المرض هنا يعني فقط الموت قهراً..

لا تُصدقوا كلَّ من يقول، أنّ تاونات في القلب والعيون، فكله كلام استهلاكي انتخابي فقط، سرعان ما يتلاشى ويذوب من بين سطور الواقع المقهور..

ولا يخفى علينا أن المستشفى الإقليمي يعاني من غياب شبه تام للأجهزة الضرورية، أزمة تهدد أرواح المرضى في واقعة صادمة..، والسعيد من يجد عيادة خاصة توفر الخدمة، يضع فيها دراهمه المعدودة وزيادة ليستفيد من صورة تشخص حالته المرضية..

لْنَقف عند غياب جهاز ماسكات الأكسجين، الذي غيابه قد يؤدي بحياة العديد من المرضى وخصوصا في هذه الفترة المعروفة بمرض “الحساسية” التي تؤدي الى الاختناق، ماذا يفعل المريض عن عاودته هاته الحالة وذهب للمستشفى ولم يجد مادة الأوكسجين لإسعافه؟ أكيد سيؤدي به لا قد الله الى الموت..

قطاع يسمى وزارة الصحة، لكنها في الأصل وزارة المرض والتعب والابتلاء ولا حظ لها من اسمها ولا من خدمات تُحسب لها سوى ما نعترف به حقيقة من توافر الدْوَا الحْمَرْ والفاصمة وحبوب منع الحمل..

فمتى يَنصلح حالكم الخَاسَرْ يا سادة وترتفع معه أبجديات التفكير عندكم لتعلموا علم اليقين أننا أبناء شعب واحد، وما تصرفكم في خيرات البلد إلا أمانة تُطوّق أعناقكم في دارنا هذه التي تجمعنا معكم قَدراً ولا مناص نُسائلكم عن تفاصيلها يوم لا تنفع عجرفة ولا تُجدي أرصدة البنوك ولا جاه ولا سلطان.

ولا يُدرى متى سيعامل المواطن التاوناتي المسكين بما يستحق من كرامة ومسؤولية نراها في الشعارات البراقة الخفاقة ولا نجد منها في الواقع حقيقة إلا تعدد الصدمات من وفاة هنا لغياب التطبيب ووفاة هناك جراء الحُكْرة والتهميش.. واللائحة تطول.

لهذا رجاء أيها التاوناتيون.. لا تمرضوا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.