5 أكتوبر اليوم العالمي للمدرس: احتفاء بالمعلم ودوره في بناء الأجيال

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

شهيد الهاشمي

في كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للمدرس في الخامس من أكتوبر، وهي مناسبة عالمية تُنظم تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمعلمين. تم إطلاق هذا اليوم في عام 1994 لتكريم المعلمين والاحتفاء بالدور الذي يلعبونه في بناء المجتمعات وتطوير الأجيال الجديدة.

يُعتبر المعلم ركيزة أساسية في نظام التعليم، إذ يحمل على عاتقه مسؤولية تشكيل عقول الشباب والمساهمة في بناء مستقبل أفضل. وفي هذا اليوم، يتم تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها رجال ونساء التعليم في مختلف أنحاء العالم، سواءً كانت تحديات مهنية أو اجتماعية أو اقتصادية.

شعار الاحتفال لعام 2024: “تعليم للجميع، معلم للجميع”

يأتي شعار هذا العام ليؤكد على أهمية إتاحة التعليم الجيد للجميع، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بوجود معلمين مؤهلين ومدعومين بشكل جيد. التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، والضامن الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، لكن هذا الهدف يبقى بعيد المنال في العديد من الدول بسبب نقص عدد المعلمين أو ضعف تأهيلهم.

دور المعلم في بناء المجتمع

إن المعلم لا يقتصر دوره على تقديم المعلومات الأكاديمية فقط، بل هو مرشد وموجه أخلاقي وثقافي. من خلال تدريسه، يسهم في غرس القيم والمبادئ لدى الطلاب، ويؤثر بشكل مباشر على تطورهم الشخصي والاجتماعي. كما يشكل المعلم قدوة يحتذى بها للطلاب في سلوكياته وأخلاقه.

المعلمون أيضاً يلعبون دوراً حاسماً في تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة وإرساء أسس الحوار والسلام. في عالم يشهد تحديات متزايدة من حيث النزاعات الثقافية والعرقية والدينية، تبرز الحاجة إلى تعليم يعتمد على التفاهم وقبول الآخر، وهو ما يقدمه رجال ونساء التعليم بشكل مباشر من خلال مناهجهم التربوية.

تحديات وصعوبات تثقل كاهل رجال ونساء التعليم

رغم الأدوار المهمة التي يؤديها المعلمون، إلا أنهم يواجهون تحديات كثيرة. يعاني العديد منهم من نقص في الأجور ، ضغوط العمل المتزايدة، وقلة الدعم المهني والتدريبي، يواجه المعلمون تحديات أخرى مثل البنية التحتية الضعيفة للمدارس، وعدم توفر الموارد التعليمية اللازمة، وفي هذا الاطار تعمل المنظمات الدولية مثل اليونسكو واليونيسف على تعزيز مكانة المعلمين والدفاع عن حقوقهم، مشددة على أهمية تحسين ظروفهم المهنية والمعيشية لضمان استمرار قدرتهم على تقديم تعليم عالي الجودة.

التحديات التي تواجه المعلمين في المغرب

رغم أهمية دور المعلمين في تنشئة الأجيال وبناء المجتمع، إلا أن رجال ونساء التعليم في المغرب يواجهون العديد من التحديات والصعوبات التي تؤثر على أدائهم المهني وتنعكس سلباً على جودة التعليم ومن بين هذه التحديات

1. ضعف الأجور والحوافز

من أكبر التحديات التي يواجهها رجال التعليم في المغرب هي ضعف الأجور التي لا تتناسب مع الجهود المبذولة ولا تعكس قيمة المهام التعليمية والمسؤوليات الاجتماعية التي يتحملونها. يترافق هذا مع غياب حوافز مادية أو معنوية تدعم تحفيز المعلمين على تحسين الأداء وتطوير أنفسهم مهنيًا.

2. ظروف العمل الصعبة

يعمل العديد من المعلمين في المغرب في ظروف عمل غير مناسبة، خاصة في المناطق القروية والبعيدة. حيث تفتقر بعض المدارس إلى البنية التحتية الأساسية مثل المرافق الصحية المناسبة، الوسائل التعليمية الضرورية، وحتى وسائل النقل للوصول إلى أماكن العمل. هذا الوضع يجعل من ممارسة مهنة التعليم تحدياً يومياً، لا سيما في الظروف التي تتطلب التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس النائية.

3. نقص التكوين والتأهيل المستمر

رغم التطورات السريعة في المجال التربوي، لا يحصل الكثير من المعلمين في المغرب على فرص كافية للتكوين المستمر والتطوير المهني ومسايرته فعليا لا نظريا . يتطلب التعليم الحديث الاعتماد على تقنيات وأساليب جديدة، إلا أن نقص البرامج التدريبية الحديثة يعيق العملية التعليمية الحديثة لمواكبة هذه التحولات.

4. الضغط النفسي والمهني

يعاني رجال ونساء التعليم في المغرب من ضغط نفسي ومهني كبير ناجم عن الأعباء التدريسية المتزايدة، حيث يواجه المعلمون عددًا كبيرًا من المتعلمين في الفصول الدراسية، مما يحد من قدرتهم على تقديم تعليم شخصي ومخصص. كما أن الضغط المتزايد لتحقيق نتائج تعليمية جيدة، دون توفير الأدوات والموارد اللازمة، يزيد من شعورهم بالإحباط والتعب المهني.

6. قلة الاعتراف الاجتماعي

على الرغم من الدور المحوري الذي يلعبه رجال ونساء التعليم في بناء المجتمع، إلا أن الاعتراف الاجتماعي بمكانتهم ما زال غير كافٍ.وفي نقص متزايد حيث يعاني المعلمون من ضعف التقدير والاحترام داخل المجتمع، مما يؤثر على معنوياتهم ويضعف حماسهم للمهنة.

7. التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي

في السنوات الأخيرة، أصبح التنمر على رجال ونساء التعليم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تحدياً متزايداً. بعض الأساتذة والاستاذات يتعرضون للنقد اللاذع وحتى للسخرية والاستهزاء من قبل طلاب أو أفراد من المجتمع على منصات التواصل الاجتماعي. هذا النوع من التنمر يؤثر سلبًا على الحالة النفسية للمُعلمين ويقلل من هيبتهم في أعين المتعلمين . إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا التنمر إلى عزل المعلمين وتفاقم شعورهم بالضغوط النفسية، ما يؤثر بشكل كبير على أدائهم المهني وقدرتهم على التواصل بشكل فعال مع المتعلمين .

تكريم المعلم: ضرورة مجتمعية عاجلة

لا يمكن أن نتحدث عن تطوير التعليم دون الحديث عن دعم وتقدير الأستاذ . يجب أن يكون لرجال ونساء التعليم بالمغرب مكانة عالية في المجتمع، وأن يتم الاحتفاء بإنجازاتهم وجهودهم على مدار العام وليس فقط في يومهم العالمي. هذا التقدير يعزز من معنوياتهم ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم.

وفي الختام، يُعد اليوم العالمي للمدرس فرصة للتوقف والتفكير في الدور الكبير الذي يلعبه المعلمون في حياتنا. من خلال دعمهم وتقديرهم، ليمكننا المساهمة في بناء نظام تعليمي أقوى وأكثر شمولية، يمهد الطريق لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.