46 بطولة وطنية مدرسية في الموسم الدراسي…إنهم لا ينامون…بل يستريحون فقط…
فلاش 24: حميد محدوت
أن تنظم 46 بطولة وطنية مدرسية في مختلف ربوع المملكة، وفي موسم دراسي واحد، فلا يمكن أن تكون إلا إطارا وموظفا بمديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، أو عضوا بالجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية…
قبل بضع سنوات كانت البطولات الوطنية المدرسية معدودة على رؤوس الأصابع، وكان أهمه هوا العدو الريفي وألعاب القوى والرياضات الجماعية( كرة القدم، وكرة اليد، وكرة السلة، والكرة الطائرة)…. لكن في العهد الجديد تغير كل شيء، وبات هاجس وهم الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية هو توسيع دائرة الرياضة المدرسية، وفسح المجال لكل التلميذات والتلاميذ لإبراز مواهبهم ومهاراتهم في كل الرياضات التي يمارسونها سواء في المدرسة، أو داخل الأندية، حتى بلغ العدد 46 بطولة مدرسية…
من السعيدية، إلى كلميم، إلى العيون والداخلة، والدار البيضاء والجديدة، ومراكش، وتطوان، وإيفران، وبني ملال، ومرزوكة، وٱزرو، والناضور، وأكادير واللائحة طويلة…
في بعض الأحيان أتساءل متى ينام أطر مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية وعلى رأسهم عبد السلام ميلي الرئيس المنتدب للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، لأنهم في كل أسبوع، وفي كل بطولة وطنية مدرسية، تجدهم واقفين، يشتغلون، يعرقون وينشفون، من أجل إنجاح المنافسات الرياضية الوطنية أينما حلت وارتحلت…ولعل ارتسامات الوفود التي تعقب مشاركتهم في أي بطولة وطنية مدرسية خير شاهد ودليل على الأجواء الرائعة والظروف الجيدة التي تجرى فيها، والنجاحات التي تحققها، والمستويات التي يقدمها تلاميذ المؤسسات التعليمية في مختلف الفئات والأعمار…
في كرة القدم، كما في كرة السلة، واليد، والطائرة، وألعاب القوى، ومختلف فنون الحرب، والبادمتنون، والشطرنج، والهوكي، وكرة الطاولة، والدراجات، وسباق التوجيه، والتنس، والكرة الحديدية، وغيرها من الرياضات المفتوحة في وجه التلميذات والتلاميذ لا بد أن تبرز مواهب رياضية بمؤهلات تقنية وبدنية مبهرة، ولا تحتاج سوى إلى من يوجهها الوجهة الصحيحة، ويأخذ بيدها داخل الأندية الرياضية…
لا نحتاج إلى التذكير بأن كل الأبطال الرياضيين المغاربة الذين برزوا وطنيا ودوليا كانت بدايتهم وانطلاقتهم من الرياضة المدرسية… المرحوم حدو جادور، سعيد عويطة، هشام الكروج، السكاح، فرس، الزاكي، التيمومي، النيبت… واللائحة طويلة في مختلف الرياضات لا يتسع المجال لذكرها…
من مازال يقول إن الرياضة المدرسية تراجعت في السنوات الأخيرة، ما عليه إلا أن يحضر، أو على الأقل يتابع عن بعد مختلف البطولات الوطنية المدرسية التي تنقل أطوارها النهائية مباشرة على الصفحة الرسمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ليرى بأم عينه، وقد ينبهر بما تقدمه من أبطال ومواهب وسواعد مفتولة لا يمكن إلا أن نعتز ونفتخر بها…
لقد نجحت بلادنا بامتياز في تنظيم بطولة إفريقيا المدرسية في الكرة الطائرة وكرة السلة 3×3، واحتضان المؤتمر الإفريقي للرياضة المدرسية، وحظيت بشرف ترأس الاتحاد الإفريقي للرياضة المدرسية، وها هي تستعد الٱن لاحتضان البطولة العالمية المدرسية لكرة القدم المزمع تنظيمها في شهر يوليوز القادم، ومن المؤكد أن مثل هذه الإنجازات لا تأتي بالصدفة، بقدر ما تكون ثمرة مجهود خرافي من طرف كل الفعاليات التربوية الرياضية المحلية والجهوية والوطنية التي تشتغل في قطاع التربية والتكوين في مختلف ربوع المملكة الشريفة…