الخميس الأسود” يهز أبي الجعد: تفاصيل مثيرة عن التحقيقات والإفراج عن قاصرين وإيداع آخرين السجن
رشيد.ح
شهدت مدينة أبي الجعد، التابعة لإقليم خريبكة، تطورات متسارعة في ما بات يُعرف إعلاميا بـ“الخميس الأسود”، وهي الأحداث التي أثارت جدلا واسعا داخل الرأي العام المحلي والوطني، بعد أن تحولت احتجاجات محدودة إلى مواجهات وأعمال شغب خلفت خسائر مادية واستنفارا أمنيا غير مسبوق.
فقد علمت مصادر إعلامية مطلعة أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بأبي الجعد استمعت، اليوم السبت، إلى أحد عشر شابا تم توقيفهم على خلفية تلك الأحداث، حيث تقرر الإفراج عن سبعة قاصرين بعد التأكد من محدودية تورطهم وعدم توفر دلائل قوية تدينهم، بينما أمرت النيابة بإيداع أربعة شباب رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن “قيشر” بوادي زم، في انتظار عرضهم على القضاء.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن السلطات الأمنية تمكنت من تفكيك مجموعة من التحركات التي قادت إلى اندلاع أعمال العنف، بعد أن بدأت على شكل احتجاجات اجتماعية قبل أن تنزلق نحو سلوكيات غير قانونية. وقد فتحت المصالح المختصة تحقيقا معمقا لتحديد كل الملابسات، خصوصا ما إذا كانت هناك أيادي محركة أو دعوات تحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تأجيج الوضع.
وفي الوقت نفسه، ينتظر أن يعرض عدد آخر من الموقوفين على أنظار النيابة العامة يوم غد الأحد، وسط توقعات بإحالة ملفات جديدة في حال ثبوت تورط أطراف إضافية في الأحداث.
من جهتها، عبرت فعاليات حقوقية ومدنية محلية عن تخوفها من انعكاسات هذه الأحداث على السلم الاجتماعي بالمدينة، داعية إلى التمييز بين الاحتجاج السلمي المشروع وأعمال الشغب التي تضر بالممتلكات العامة والخاصة. كما طالبت بضرورة اعتماد مقاربة إنسانية تراعي وضعية القاصرين الذين جرى توقيفهم في خضم تلك المواجهات.
وتعيش أبي الجعد منذ مساء الخميس الماضي على وقع حالة استنفار أمني كبير، حيث كثفت السلطات حضورها الميداني لتأمين المؤسسات الحيوية، في وقت يسود فيه الهدوء الحذر بالمدينة، بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية في الأيام المقبلة.
📰 ملف “الخميس الأسود” يظل مفتوحا، والأنظار تتجه نحو القضاء لكشف الحقيقة الكاملة وراء ما جرى، ومن يقف فعلا وراء إشعال فتيل تلك الأحداث.