مسكين الميسوري رئيس الغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس بقاو فيه الكسابة الصغار

0 681

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عادل عزيزي

جميل جدا أن نسمع مسؤول منتخب يدافع عن الفئة التي صوتت عليه..

وجميل جدا أن نسمع أيضا هذه التصريحات من منتخب يحمل عدة صفات..

والأجمل من هذا كله أن صاحبنا هو مستثمر أيضا في مجال له علاقة كبيرة بالبسطاء..

المهم بعد هذه المقدمة الغزلية..

لقد قرأنا في بعض المواقع الإخبارية وعلى بعض صفحات التواصل الاجتماعي لمقربين من رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس والمستشار البرلماني و الملياردير، مصطفى الميسوري خبرا في منتهى الغرابة..

أن هذا الأخير أفصح عن معطيات صادمة أمام عبد الغني الصبار، والي جهة فاس مكناس بالنيابة، تتعلق بعدم استفادة مربي الماشية بالجهة من الدعم الذي تخصصه الدولة.

وتابعت ذات المصادر الإعلامية أن الميسوري أكد أن جل الفلاحين الصغار لا يعرفون الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، التي كانت تتولى تسجيل المستفيدين من الدعم.

وعوض أن يعتذر الميسوري من الفلاح على هذا المصاب الجلل وعلى هذا الحزن الجماعي وعلى هذه الأجواء الجنائزية التي مر فيها البلد ” أيام العيد”..، بسبب سياسة رئيس حزبه الجوفاء..

وعوض أن يقول الميسوري في هذا الاعتذار أنه و حكومة حزبه يتحملون المسؤولية الكاملة عن اختفاء القطيع الوطني وأيضا عن هذا الكساد الذي ضرب البلاد والعباد..

نعم،عوض أن يفعل ذلك فإنه قام بالتمثيل في مسرحية هزلية لا تنطلي على أحد قام بإخراجها آخرون جالسين وراء الستارة..

مثل هذه المرافعات الفنتازية التي تدخل في إطار ما يسميه الاقتصادي المصري الراحل جلال أمين بثقافة الكلام الكبير الذي يوهم الناس بإنجازات “حنجرية” و”ميكروفونية” و”كلامية”، أو كما نسميه في الثقافة المغربية ب”بياعين الوهم” بعيدة كل البعد عن المعارك الحقيقية والجوهرية التي تواجه بلدنا.

آه، نسيت أن أقول:

إذا كان القطيع الوطني كاد أن ينقرض عن آخره لولا التدخل الملكي في الوقت المناسب..

فهناك قطعان أخرى حافظت على جودتها وعلى استمراريتها واستطاعت أن تتحدى الزمن والتقلبات المناخية والتغيرات الدولية وحرب أوكرانيا و حرب غزة وحرب إيران، ألا وهي قطعان بعض الحيتان النافذة..

والحال أن مثل هؤلاء الفلاحين “و هنا نتفق مع صاحبنا” في حاجة إلى العناية

وفي حاجة إلى الدعم الحكومي..

وفي حاجة إلى التشجيع..

وفي حاجة إلى الاحتضان..

وفي حاجة إلى المنح..

وفي حاجة إلى الإعانات المالية..

لكن لا شيء من هذا حدث..

ثم إن هؤلاء الفلاحين هم الأولى بالدعم الحكومي من الفراقشية..

لكن لا شيئا من هذا حدث..

لكن كل شيء ممكن في “هذا الزمن الأغبر” مثلما كان يردد أحد الزملاء..

وأقول هذا ولو أننا ينبغي أن نحمد الله تعالى حمدا كثيرا..

لماذا؟

لأن “سعادة الرئيس”، الذي يجمع رئاسة الغرفة مع العضوية في البرلمان ومع رئاسة أشياء كثيرة في البلد، اكتفى “بالتنديد” لا غير..

فأين أنت من..

مشكل المزارعين الصغار للقنب الهندي المقنن..

مشروع السقي بسهل الساهلة..

مشروع السقي بحوض بوهودة..

مشكل مزارعي الدلاح بقرية بامحمد..

بل الحال أكثر من ذلك، فالفلاحين الصغار في الإقليم أصبحوا يخشون من أن يذهب السيد أبعد من ذلك كأن يفرض عليهم حظر الحرث كما فرض عليهم حضر السقي..

و أنا متأكد أنكم تعرفون السبب..

المهم في هذا كله هو أننا أمام رئيس يبدو متعطش للكلام، بعدما صام عنه لما يقارب أربع سنوات..

وربما يفعل ذلك في سياق حزبي ملتبس وفي وقت يعيش فيه سكان إقليم تاونات حياة هي أقرب إلى “حياة الماعز”..

وظني أن رئيس غرفة فلاحية يتحدث بهذه الأريحية وبهذا “الغضب” عن الكيفية الغامضة التي استفاد منها مربو الماشية من الدعم هو رئيس غرفة فلاحية ..

وأقول هذا ولو أنه انتابني إحساس اننا أمام رئيس غرفة فلاحية و مستشار برلماني ربما لا يعرف أي شيء عن أحوال الكساب الصغير ولا عن أحوال الفلاح الصغير..

وفعلا إنها فضيحة حقيقية تستوجب المساءلة..

وكان سيكون لها ما بعدها لو كنا في مشهد سياسي صحي وسليم..

لكن ما هو مؤكد وهو أنه لن تكون هناك لا مساءلة ولا محاسبة ولا هم يحزنون..

لماذا؟

بكل بساطة وكأنه أريد لهذا البلد ربما أن “يتمأسس” لمهاجمة من يهاجم حكومة “ملياردير” أحكم قبضته على كل شيء، على البر والبحر والجو.

بقي فقط أن أقول:

إن أخطر “فيروس” يهدد بنيان البلد اليوم وهو أن تظل نسبة من المغاربة فقراء وخارج التنمية وبدون تعليم وبدون صحة وبدون سكن لائق وبدون حتى الحد الأدنى من العيش الكريم..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.