خلاف سياسي ينعكس على ملاعب الكرة: شعار “الخطوط الملكية المغربية” يثير جدلاً في الجزائر

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مصطفى تويرتو

في خطوة جديدة تعكس حجم التداخل بين السياسة والرياضة في القارة الإفريقية، أثار قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باعتماد الخطوط الملكية المغربية راعياً رسمياً للحكام التابعين له جدلاً واسعاً، خاصة في الجزائر، حيث طالبت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حكامها بعدم ارتداء القمصان التي تحمل شعار الشركة المغربية.
الاتفاق الموقع يشمل ظهور شعار الشركة على قمصان الحكام في البطولات القارية، كجزء من شراكة تمتد لعدة سنوات وتشمل بطولات مثل كأس أمم إفريقيا للرجال والنساء، والمسابقات القارية للأندية والناشئين. واعتبر رئيس الكاف باتريس موتسيبي هذه الشراكة “نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية والتنقل داخل القارة”.
لكن في الجزائر، لم تمر هذه الخطوة مرور الكرام. ففي مشهد لافت، ظهر حكم جزائري في إحدى مباريات كأس الكونفدرالية الإفريقية وهو يرتدي قميصاً يحمل شعارالخطوط الجوية الملكية، مما أثار موجة انتقادات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف البعض الخطوة بأنها “خرق للسيادة الرمزية” و”تطبيع غير مباشر مع شركة تُمثّل خصماً سياسياً للجزائر”.
وسرعان ما تحركت الاتحادية الجزائرية، حيث أفادت مصادر إعلامية محلية أنها وجهت تعليمات شفهية إلى حكامها بعدم ارتداء القمصان التي تظهر عليها علامات الخطوط الملكية المغربية، حتى لو كانت بقرار من الاتحاد الافريقي. وتُعد هذه الخطوة سابقة في العلاقة بين اتحاد وطني والاتحاد القاري، وتفتح الباب أمام أزمة تنظيمية قد تؤثر على مشاركة الحكام الجزائريين في البطولات الإفريقية القادمة.
من جهتها، لم تصدر حتى الآن أي توضيح رسمي بشأن هذا التوتر، لكن مصادر من داخل الهيئة الإفريقية أكدت أن جميع الاتحادات الوطنية مُلزمة باحترام عقود الرعاية، باعتبارها جزءاً من الهيكل المالي الذي يُمول تطوير اللعبة على مستوى القارة.
مع اقتراب موعد كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب، يبدو أن ملف العلاقة بين الرياضة والسياسة في شمال إفريقيا سيظل مفتوحاً، وربما تتوسع تداعياته أكثر إذا لم يتم التوصل إلى تسوية تحفظ توازنات القارة وتنأى بالرياضة عن الحسابات السياسية الضيقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.