إلى متى؟ بقلم مريم مكفول

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

 

مسقط رأسي مدينتي الجوهرة “إيمينتانوت” مجرد سماع هذا الإسم العظيم نستحضر المناظر الخلابة والتي تسلب لب كل زائر ونتذكر معها الفولكلور والتقاليد الفريدة و الشخصيات الخالدة التي أنجبتها هذه الأرض، والتي كان من شأنها دائما أن تكون منبع فخر.

هذه الجوهرة والتي يبلغ عدد سكانها 17.067 نسمة حسب إحصاء 2004، مازالت تتأرجح بين ما إن كانت بلدة صغيرة أم مدينة لكن هذا التردد في التسمية له أسباب عدة. و هنا سأركز فقط عن أكثر سبب يسلب من هذه الجوهرة لقب مدينة ألا وهو شبه انعدام الخدمات الصحية.

أليس هناك مستشفى في إيمينتانوت؟؟ والإجابة هي نعم، هناك مستشفى والذي يسيطر على مساحة مهمة قرب حي سكني، لكن للأسف، مركز بني فقط من أجل التوظيف ليس من أجل تقديم الخدمات الصحية للمواطن، كنت أظن أن هذا المشكل يعود إلى عدم توفر المستشفى على الأدوية الكافية لتزويد المريض، لكن تغير ظني فور سماعي لمندوب الصحة بشيشاوة وهو يؤكد أن المركز الصحي لإيمينتانوت يحصل على حصة مهمة من الأدوية في الإقليم .

وهنا أستحضر أحد التعاليق على هذا الموضوع الذي أثار إنتباهي، يقول المعلق : أن تزويد المستشفى لن يغير من واقع المشكل الصحي بالمنطقة، بل نحتاج أولا لبناء إنسان يحترم مهنته ويعرف كيفية التعامل مع مسؤولياته. ويبقى الشيء الذي يشغل تفكيري هو عدم تحرك المسؤولين لمعرفة أين يكمن الخلل، رغم أنه تم تصوير عدة فيديوهات من داخل المستشفى والتي تكشف أحيانا غياب تام للخدمات. وأهمها الفيديو الذي نشره أستاذ اللغة الإنجليزية بن خالق، وهو يقوم بتصوير المستشفى من الداخل حيث أن المرضى مندثرين في كل مكان، لكن الأطباء لا أثر لهم وذلك خلال ساعات العمل.

ولن ننسى الفيديو الذي أثار ضجة عن السيدة التي تتقاضى الرشوة من أجل القيام بعمل تحصل من خلاله على راتب خاص داخل المستشفى، الشيء الوحيد الذي يتقنه هذا المستشفى هو إرسال المرضى لمدن أخرى لتلقي العلاج، وكم من روح غادرتنا إلى دار البقاء أمام باب مستشفى إيمينتانوت أو رفض استلامها ليتم إرسالها إلى مراكش أو الدار البيضاء.

و أريد الإشارة إلى أن هذا المشكل لا تعاني منه ساكنة إيمينتانوت فقط بل ساكنة نواحي إيمينتانوت هي أيضا تعاني من انعدام التغطية الصحية ، ولكم تخيل شخص مصاب منقول من قرية مجاورة، يقطع مسافة مهمة وفي النهاية ينصدم بعدم وجود الخدمات الصحية داخل المركز الصحي بإمينتانوت.

بسبب هذا الإهمال، غادرتنا أرواح عزيزة والأبشع من هذا أنها غادرتنا وهي مرمية أمام باب المستشفى، تاركة أحيانا أطفالا بلا عائل وآباء تتقلب قلوبهم بين حرقة الفراق وظلم للإنسانية

ويبقى السؤال المطروح… إلى متى؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.