الصانع التقليدي بالجديدة بين أفق 2030 وواقع التهميش

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أمين صادق

 

يعد قطاع الصناعة التقليدية من بين القطاعات المشغلة بامتياز، حيث يبلغ إجمالي عدد العاملين به ما يقارب 2.4 مليون صانعة وصانع، ينشطون في الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية (التي تمثل 17 ٪ من اليد العاملة في القطاع بأكمله، أي حوالي 420.000 صانع)، والإنتاجية النفعية (30٪) والخدماتية 53٪,بعد أن حصر لسنوات في رؤية اجتماعية محضة، حظي هذا القطاع سنة 2007 بالاعتراف بإمكانيات نموه الكبيرة ومساهمته في التنمية الاقتصادية للبلاد، من خلال توقيع عقد – برنامج “رؤية 2015” لصنف الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك نصره الله في فبراير 2007، مما جعل منه قطاعًا استراتيجيًا ذا أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة وحمولة ثقافية مثمنة.

وبهدف تعزيز دوره الاقتصادي ومساهمته في تنمية البلاد وتعزيز دوره الأساسي في الحفاظ على الهوية والتراث الوطني غير المادي، يحتاج قطاع الصناعة التقليدية بكافة مكوناته أكثر من أي وقت مضى، استراتيجية جديدة مميزة ومبتكرة لتنميته وخارطة طريق جديدة هادفة وعملية وذات تأثير مهم. وتتزايد هذه الحاجة مع سياق الأزمة الحالية المرتبطة بجائحة كوفيد 19، وتأثيرها المدمر على نسيج الفاعلين.

وفي هذا الصدد، تهدف الإستراتيجية القطاعية الجديدة في أفق 2030 ، والتي توجد في طور الانتهاء من وضعها، إلى أن تكون شاملة ومتكاملة ومدمجة لجميع الفاعلين والفروع في القطاع، مع اعتماد نهج ناجع .

لكن إذا عدنا لواقع الصانع التقليدي بإقليم الجديدة نجده يعيش بين مطرقة التهميش وسندان المعاناة

حيث تعاني الصناعة التقليدية بمدينة الجديدة حالة من الركود والتهميش مما يزيد من معاناة “الصانع التقليدي”في هذه المدينة التاريخية التي تعتبر خزانا للصناعات التقليدية,وقد كان لجودة منتوجها التقليدي على مدى قرون ,دور فعال في تنشيط الاقتصاد المحلي والجهوي ثم الوطني,وكان لها الفضل في تشغيل عدد هائل من شباب المدينة.ومن دواعي الأسف أن هذا القطاع أصبح اليوم يعاني من عدة تراكمات سلبية ..الفوضى,العشوائية وعدم التنظيم واللامبالاة,وكانت أخرها الإقصاء من تنظيم معرض الصناعة التقليدية المعتاد تنظيمه في فترات العطلة الصيفية,نظرا للإقبال الكبير من الزوار الوافدين على عاصمة دكالة,ما يطرح مجددا سؤالا عريضا حول الجهة التي ساهمت في هذا الإقصاء الذي ساهم سلبيا و بشكل مباشر في الترويج الاقتصادي للصانع التقليدي بإقليم الجديدة..؟

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.