تشكيل الحكومة والمجالس بين النظري والتطبيقي.

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

✍️:حدو شعيب.

لا أحد ينكر حماسه لمعرفة الوجوه الجديدة التي ستتحمل المسؤولية طيلة الخمس سنوات القادمة ولو من باب الفضول. إلا أن هذا الحماس سرعان ما ينكمش بعد تسرب الاشاعات هنا وهناك، وتلاطم الأخبار بشتى أنواعها كأمواج البحر، معلنة مرة تشكيلة ثم تعود لتنفيها في حينها… على أي، لربما هذا التشويق مقصود لقياس نبض الشارع أو بالعكس تماما هو مجرد دردشة عامة لا تعني ما تقول وكأنها تقول أن العموم غير مهتم… لماذا ؟

للشعب مطالب. وعلى الأحزاب النظر إليها بجدية. وإن كان غير ذلك، فلا تغيير منتظر ولا أمل في التغيير. الناس تعيش على وقع أزمات متعددة، والأمل يتقلص باستمرار…

بالمقابل، لا تستحي وجوه من إعلانات أقل ما يمكن وصفها بالمستفزة للمواطنين لا أقل ولا أكثر. التحالف والتنافر بين المكونات السياسية يجب أن يكون مبنيا على البرامج الاقتصادية والاجتماعية وما يهم المواطن بصفة عامة وكذا التوجهات السياسية المؤطرة للحاضر والمستقبل. الاقتصار على تكوين الأغلبية مهما كانت توجهاتها وفسيفسائها هو فشل في حد ذاته. لا يمكن اعتبار تشكيلة غير متجانسة فكريا وسياسيا ومرجعيا قادرة على تقديم حلول، اللهم إن كان غرضها الظفر بالمقاعد واكتفائها بغنائم الكراسي والتعويضات فتلك قصة أخرى.

شخصيا كنت أتمنى أن تنكب الأحزاب على عرض رؤاها للعمل المؤسساتي ومقترحاتها القابلة للتطبيق وخصوصا في المشاكل الآنية التي يكتوي بنارها الناس، وكذا النظرة المستقبلية للبلاد ومدا صدقية تصوراتهم لتطوير البلاد وتحصينها ضد كل الأمواج. باستثناء ما يروج على منصات الاعلام الرقمي وصفحات التواصل الاجتماعي أجد أن البرامج الحقيقية شحيحة حد الندرة ولا تعطي أي تصور عن توجهات الأحزاب التي يجب أن تكون باستثناء اجتماع لجان الأحزاب واستعدادها للمشاركة في الحكومة. صحيح أن الأحزاب أو بالأحرى الحزب المنكوب لزم الصمت، لا أجد ما يشفي غليلي وتخميني من حيث سيشارك أي حزب في الحكومة على أي أساس؟ هل المقاعد وحدها تشفع له ؟

اذا كان الحزب المتصدر قد أعلن وعلى امتداد حملته الطويلة التي زار فيها 100 مدينة عن إجراءات فورية تهم المواطنين، ولو أنه لم يقدم تصور الأوراش الاستراتيجية للبلاد، يبقى على الأقل ذو برنامج كيفما كان شكله.

لا أشك في كون الأحزاب لا تهتم بالبرامج ولا تتوفر على برنامجها الخاص، لكني أستغرب من اقتصار إعلامها على نشر العواطف والأماني عوض الإفصاح عن مكنونها السياسي وما في جعبتها لتقدمه للمواطن. وإن لم يكن لديها ما تقدمه فتلك مصيبة حقا. هيا اكشفوا عن هويتكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية وإلا فلا هوية لكم.

بالموازاة مع مشاورات تشكيل الحكومة، يتم، وفي جنح الظلام، تشكيل المجالس المختصة في التدبير اليومي للمواطن وعليها الأمل معقودا في تنزيل سياسة القرب واللاتمركز. مرة أخرى، تقاطع الأرقام هو سيد الموقف… تحتسب حسب التركيبة الرقمية التي ستقود الى الأغلبية وهذا دليل آخر على أن استحقاقات 8 شتنبر لم تأت بالجديد، حقا لأن حليمة لا زالت على عادتها القديمة… سيتم تهريب المصوتين الكبار، ولما لا ارشائهم وبيع وشراء لبناء مؤسسات معتوهة وعقيمة.

في انتظار أن تتضح الأمور أكثر… للحديث بقية.

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.