كومونو بقلم سهام الراضي: خيانة زوجك لك .. فرصة ذهبية
بينما كنا نستمتع بمنظر الشاطىء الجميل، سألتني صديقتي بغتة ماذا لو اكتشفت أن زوجك يخونك؟ الجواب هنا دائما ما يكون دراماتيكيا، لكن جوابها بعد أن سألتها أنا نفس السؤال كان صادما بالنسبة لي، قالت وهي تضحك وتحتسي شرابها المثلج، “إن زوجي معها الآن وأنا مستمتعة بهذه اللعبة التي ألعبها معها كما أن الجنس الآن أصبح أكثر متعة”. كانت تتحدث بثقة وراحة كبيرة حتى كدت أجزم أني أجلس مع العشيقة وليس الزوجة.
أذكر جيدا كيف كانت معروفة بشخصيتها المتميزة والمبدعة في الرسم، كانت صديقتي هذه لا تكره الإلتزام فقط بل تكره كل ما يرتبط به، فكانت رمزا للحرية والإنطلاق
إمرأة بلا قيود وهذا ما كان يريح الرجل أمامها فيما يتعلق بفكرة الزواج مستقبلا، فحتى لو قبلت به زوجا سيبقى باب القفص الذهبي مفتوحا له على الدوام، يطير في سلام ويعود في سلام.
قررت أن تفك كل القيود وتحرر نفسها من كل العقد التقليدية، وكان لذلك تأثير قوي وواضح على مسار حياتها المهنية والشخصية.
أما مواجهة الزوج بخيانته، فهذا أمر ليس بيدك و مرهون بقوة أعصابك، لكن يجب أن تؤمني إيمانا قويا أنك لن تجدي بعد طلاقك، رجلا مثاليا كامل الأوصاف، لن تجديه حتى في أحلامك
، وإذا قررت أن تبقي وحدك بلا رجل، فلا مانع من اعتبار زوجك الوسيم هذا غير موجود أصلا، واستمتعي بالأمر السحري الذي سيحدث بينكما.
تمتعي بكل امتيازات إمرأة متزوجة على أرضية الصداقة، وليفعل كل منكما ما يتفق مع مبادئه، فلابد للأحبة أن تعود وتلتقي في نقطة ما مجددا إذا ما كان هناك حب حقيقي.
التضحية والإستسلام للواقع من أجل أبناءك، إختيار يخصك وحدك و كل تلك الطرق التجارية لاسترجاع زوجك وتلقينه هو و عشيقته درسا، هو هدر لوقتك و طاقتك بلا جدوى، استعدي فقط لتوجيه طاقتك نحو ما يجعلك أسعد وأجمل إمرأة في العالم فربما خيانة زوجك لك فرصة ذهبية لاكتشاف ذاتك والإعتناء بها من جديد، وفرصة لإصلاح ما قد فسدته فيك الأيام كزوجة وأم أهملت نفسها أكثر من اللازم، فأول من يفرح ويثق بنا إذا اهتممنا بأنفسنا هم من نهمل أنفسنا من أجلهم.
أعيدي ترتيب أوراقك، واكتشفي مدى ذكائك أمام تحديات الحياة، فأحيانا دهاء الأنثى يفوق كل التصورات.
في النهاية، ذلك الرجل الذي كان غريبا عنك في يوم من الأيام هو مازال غريبا فعلا، مجرد عابر سبيل في حياتك وسيرحل، اليوم أو غدا، شئت أم أبيت فهذه سنة الحياة، اعتبريه صديقا، سامحيه والتمسي له الأعذار، فالصديق يساند ويدعم دون عتاب، حتى لو كان مخطئا في حقك، إمنحيه فرصة، أفلا تحبين أنت أن تمنحي فرصة ثانية؟!