تظاهرات ثقافية لمراكش في ظل التقويم والتقييم؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

ذ. بوناصر المصطفى

 

عودتنا جماعة مراكش على تسويق تظاهرات ثقافية وفنية بعد صمت مريب، بتظاهرات ذات عناوين هادفة ومستفزة، الا ان نوعية النقاش والمحتوى غالبا ما يسقط في تبخيس كل تلك الجهود، اد ان مخرجاته لم ولن تحقق الأهداف المرجوة منها مادامت منغلقة على نفسها، ولن ترقى الى نبل وقيمة المادة المستهدفة، وبالتالي تبقى الجهات المسؤولة في حاجة الى رسائل لابد ان تستوعبها من خلال تقييم وتقويم الرؤية بعيدا عن الارتجال في التنظيم والعجعجة دون أي طحين يلامس.

فقد كنا في قاعة المجلس الجماعي محمد الخامس يوم الخميس الفارط على موعد مع ندوة فكرية اختير لها عنوان في غاية من الأهمية: غنى وتنوع الموروث الثقافي بمراكش ودلك طبعا في إطار الاحتفال بتتويج مدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024

فإلى أي حد نجحنا في المساهمة في تلميع صورة مراكش كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي؟

كما جاءت هده الاحتفالية نتيجة لتتويج بعض المهرجانات المراكشية، كفن الدقة، والملحون، وبعض العروض الفنية الحكواتية… والتي سجلت ضمن قائمة التراث العالمي للإيسيكو.

هل تم الحسم في صياغة مقاربة تشاركية للحفاظ وتوثيق التراث المادي واللامادي؟

كي لا تظهر من حين لأخر انفلاثات ومبادرات قد تبخس كل هده الجهود بمبادرة اعادة تصحيحها؟

لقد اختزلت الندوة في مجموعة من المداخلات حول “الدقة المراكشية، فن الملحون، ثقافة وتراث المحافظة على البنايات القديمة داخل المدينة العتيقة، موسم تقطير الزهر او ما اطلق عليه زهرية مراكش، قد تكون محاولة راقية للاهتمام بالثقافة والاحتفاء بالتراث المادي واللامادي بمدينة مراكش، للانخراط الجدي لتثمين هده التقاليد الشفوية المتفردة والمتميزة في مراكش وحفظها من الانقراض نتيجة الزحف الممنهج لثقافات شاذة غزت أذواق ساحاتنا الثقافية.

فعلى الرغم من كون مؤطري النقاش على قدر كاف من الخبرة والمهارات في قيادة نقاشات ذات مستوى عالي، الا ان تباين الخلفيات والتوجهات الفكرية والثقافية للمشاركين والحضور العمومي يؤدى بالضرورة إلى اختلاف في وجهات النظر، والمقاربات ، وهدا راجع بالقوة الى هفوات في التخطيط المحكم والتنظيم الجيد لهده التظاهرات بإعطاء مسافة كافية قصد اشراك الفاعليين والاكاديميين والمؤسسات الثقافية المدنية دات الاهتمام المشترك في ورشات تحضيرية ، كما ان غياب معايير واضحة للمحتوى والاهداف المرصودة يسقط التظاهرة في حشو مواد لا يتسع الزمن لمناقشتها فكثيرا ما تكون هناك أجندات خفية داخل المجلس أو مصالح متضاربة مع جهات أخرى تؤثر على مسار النقاشات.

اكيد ان اغناء المقترحات بمقاربات تشاركية يمكن من الارتقاء بمستوى هذه التظاهرات وضمان نقاشات هادفة ومثمرة.

ان الهدف الأسمى من هده الدراسة هو:

– تكريس ثقافة التقييم من اجل تحسين جودة التظاهرات

-التركيز إشراك المثقفين والمؤسسات الفاعلة ذات الاهتمام المشترك في لجان التخطيط والتنظيم للتظاهرات بما يساهم في اختيار مؤطرين مؤهلين ومنسجمين فكريا لتقديم المشورة والتوجيهات حول المحتوى والمناهج العلمية للنقاشات.

– ضرورة إجراء دراسات وأبحاث حول فعالية هذه التظاهرات وتأثيرها وكدا المساعدة في الترويج والتسويق لمثل هده الفعاليات.

– تقييم المحتوى والمناقشات وتقديم التوصيات للتطوير.

– نشر نتائج البحوث والتقييم لتعميم الخبرات وخلق تراكم في التجارب.

-كما لا يفوتنا تقديم برامج لتطوير المهارات الإدارية والتنظيمية للمجتمع المدني، مع التركيز على التدريب على مهارات النقاش والحوار البناء مع تقديم الدعم اللوجستي في المرافق الإدارية التابعة

وبمساهمات الصحافة والاعلام، المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية والأكاديمية يمكن الارتقاء بمستوى التظاهرات الثقافية والفنية وضمان جودة المحتوى والنقاش حول التراث المادي واللامادي لمدننا المغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.