هل أنت صحفي مستبصر !…..

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

 

  • فلاش 24 بقلم : حسن لحبيبي

*رحم الله “سيد قطب”    هل انت صحفي مستبصر الذي كان يردد في اللحظات الاخيرة في حياته هذا البيت الشعري المؤثر وقد رفض ان ينساق لرأي أعدائه الأقوياء الذين طالبوه بالتنازل عن مبادئه مقابل حياته :

” مشيناها خطى كتبت علينا …ومن كتبت عليه خطى مشاها ”

سنوات مضت ونحن نؤمن بأن العمل الصحفي هو أصلا تكليف قبل ان يكون تشريفا ..سنوات مضت من الممارسة (37)سنة بين احضان امهات الصحف الوطنية والدولية …اوقفتنا عند حقيقة واحدة هي أن الذين يتسامحون ينتصرون في معاركهم مع انفسهم ومع الناس ومع الأيام.

صحيح ان الصحافة مهنة المتاعب …الا ان متاعبها الداخلية في نفسية الصحافي هي اقوى المتاعب على الإطلاق،فقد يكتب الصحفي في مواضيع قد تجر عليه عدوات وانتقامات او تصفيات حساب مع هذا الطرف او ذاك ، الا أنها قد تضل متاعب خفيفة نسبيا امام مواقف يخوض فيها بفكره اولا ثم بقلمه ثانية وهو يستخف بالنتائج الخارجية دون ان يعي ما قد يتركه اثر ذلك في شعوره او احساسه ، او ضميره من هواجس قد لا تفارقه مد الحياة .

فهناك نوع من الصحافيين رغم احساسهم بمدى خطورة ما يخوضون فيه ، ورغم تمثلهم للعواقب ، فهم يقدمون على الكتابة ..ولكل دافعه ومبرراته ، هناك دافع الشهرة ، دافع الادمان على الكتابة وباي ثمن ، دافع الاسترزاق ، دافع الامثثال للاوامر ..ودافع الايمان بقضية ..والصحفي المستبصر لا يمكن ان يكون كذلك الا اذا ملك شعوره ووجدانه ايمان بقضية ..فيكون قد اجتاز مرحلة تغطية الحدث او الكتابة بشانه ، الى مرحلة “خلق الحدث” الا ان ميكانيزمات وادوات واشارات خلق الحدث قد تختلف من هذا الصحفي الى ذاك ، بل حتى مسألة ادراج او تسريب الخبر …

وبعد ، كم هو جميل جدا ان تسمع نقدا لاذعا ، مغلفا بروح رياضية خلاقة ونفس ابداعي رصين ، وموضوعية ..وكم هو مؤسف جدا ان يصدر النقد فقط من اجل ابراز العيوب والمثالب دون التفاتة بسيطة لضوء الشمس الذي ينفذ من كل ثقب …!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.