وجهة نظر في التحالف المعلن على ضوء النتائج
بقلم الدكتور علي قادا
كان أمام حزب الاستقلال بمدينة قلعة السراغنة ثلاثة خيارات:
الأول الانضمام إلى التحالف المعلن من موقع قوة والتفاوض لانتزاع تفويضات مهمة وتنفيد جزء من برنامجه الانتخابي (يفترض ان هذا ما حصل).
الثاني محاولة قيادة أغلبية جديدة، أعتقد أنها كانت ستفشل لأن الحزب لا يملك أدوات تشكيل الأغلبية والمحافظة عليها، هذه الأدوات للأسف هي: المال والسلطة والترغيب والترهيب. أما الذين يمكنهم الصمود معه فهم ممثلو ثلاثة أحزاب فقط وعددهم أربعة واحد منهم اختار التموقع في المعارضة قبل الانتخابات.
الثالث اختيار المعارضة ابتداء وهو خيار جربه الحزب في الولاية السابقة مضطرا، وكانت نتائجه ضعيفة كما أنه يتعارض مع التصور السياسي العام لحزب الاستقلال المؤمن بأن هامش التغيير والإنجاز من موقع التسيير أكبر منه من موقع المعارضة.
والخلاصة: أعتقد أن الحزب مارس الواقعية السياسية، وانه يملك من الطاقات الشابة والمجربة ما يسمح له باستثمار هذا التحالف لخدمة الساكنة من موقع الاجتهاد في التسيير والتدبير.
في المقابل تضم الأقلية الناتجة عن هذا التحالف نخبة محترمة متابعة للأوضاع بالمدينة، وحاملة لهمومها. عليها، في اعتقادي، الا تشتغل بالمنطق الحزبي فقط بل أن تشكل فريقا معارضا موازيا، يضع برنامجه ويوزع المهام والملفات بين أعضائه، ويبقى على تواصل مع الساكنة، ويقوم بدوره الرقابي والاقتراحي، ويشكل كتلة ضاغطة، رفقة باقي مكونات المجتمع المدني، على المكتب المسير. فالمدينة في ظل المتاح والممكن في حاجة إلى معارضة قوية بقدر حاجتها إلى أغلبية قوية، معارضة تتابع وتكشف وتنتقد وتدعم في بعض الملفات اذا اقتضى الحال.
القرارات السياسية مرة في مجملها لكن لا مفر من تذوقها.