ليلة إختطاف “باخوس” من موقع وليلي الأثري في الثمانينات

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تقرير :  محمد الكارح  زرهون
يتطرق هدا التحقيق لملابسات إختطاف إلاه الخمر عند الرومان وما يجسده من حمولة تاريخية وحضارية بالنسبة للتراث الإنساني بشكل عام وتاريخ منطقة زرهون بشكل خاص
لماذا وكيف ومن دبر هذه المؤامرة ضد الحضارة الإنسانية؟
وأين وصلت التحقيقات الوطنية والدولية حول هذه الجريمة ضد التراث الإنساني؟
لم تكن الكيلومترات الثلاث الفاصلة بين مولاي إدريس زرهون ومدينة وليلي الأثرية بالسهلة بسبب إنعدام وسائل النقل وقلتها وحرارة الشمس المفرطة كأن كل شيء في طريقي يعطي انطباعا، أن الجفاف أصبح يلازم هذه الوجوه الشاحبة التي تنتظر المركوب في إتجاه الدوار، وتنتظر التنمية التي وعدوهم بها في أخبار التلفزة ،تذكرت تلك الأيام التي كان فيها أخي الأكبر يصطحبني إلى أرضنا على متن جواد جميل ،فكان أخي كلما مررنا بجانب الموقع الأثري ، إلا ويحدثني عن تاريخ هده المدينة وأمجادها ناسجا حكايات مثالية عن باخوس أصبحت معها محبا ومعجبا به إلى حد الجنون ،وكانت حرارة الشمس تزداد لهيبا مع حرارة السؤال حول إختطاف باخوس وعن آفاق التحقيق ،بدأت الأسئلة تزداد اشتعالا كلما اقتربت من الموقع الأثري.
هناك ،وبباب المدينة بدت لي أفواج من السياح الأجانب يزورون الموقع للتعرف عن قرب على الحضارة الرومانية ،بعضهم يجهل تماما أن باخوس قد اختفى في ظروف غامضة وهذا ما تأكد لي من خلال دردشة مع أجنبي من سويسرا أبدئ استغرابه، لما يحدث للتراث الإنساني من نهب وتهريب واعتبر قضية باخوس قضية إنسانية، لا بد من حل لرموزها، فباخوس يمثل العمود الفقري لموقع وليلي ،وللسياحة بهذه المنطقة .
وبعد ذلك التقيت بأحد أبناء دوار فرطاسة، الذي يعمل مرشدا سياحيا غير قانوني، فبادرته بسؤال حول ملابسات اختفاء باخوس، ورد بصوت حزين :”باخوس اختفى في أحد أيام 1982 ما بين الساعة الثانية والنصف والرابعة صباحا ،في تلك الليلة ،يضيف كانت الرياح قوية، وكان الجو ممطرا، بينما حراس الموقع الثلاثة مقسمين على ثلاثة مناطق، ومن سوء حظ باخوس أن الحارس المتواجد بمكانه كان يعاني من قصر في النظر، فقد سرقوا باخوس على بعد ثلاثة إلى أربعة أمتار من مكان تواجده ،محاولين التمويه بإسقاط إحدى المكتبات المتواجدة في الجانب الآخر، فتدخل أحد العمال في الموقع حيث قال لقد خططوا لكل شيء حتى لعذابنا ،كانوا يعرفون قيمة باخوس أكثر منا، ثم يضيف المرشد في الصباح فوجئ الحارس بعدم وجود باخوس ،فأسرع ليخبر المحافظ الذي اتصل بالسلطات المعنية ،فتحرك رجال الدرك نحو الموقع الأثري في الساعة السادسة مساء، وبعد أسبوع من الانتظار تم فتح تحقيق بداية مع المرشدين بحكم العلاقات التي ينسجونها مع الزوار.
وكان أبي : ‘يقول أحد أبناء المنطقة ‘من بين الضحايا الذين ذاقوا العذاب لوفائهم وإخلاصهم للموقع ولباخوس بشكل خاص، أتذكر أن رجال الدرك إقتحموا منزلنا ليلا بشكل مفاجئ واقتادوا أبي بنوع من الاستفزاز، حيث أصبح هذا الوضع هو سيد الموقف، فلمدة أسبوعين يضيف هذا الإبن المجروح إستعملوا فيها كل أشكال الاستنطاق ،
بمخافر الدرك بمكناس وزرهون بحثا عن الجناة المحتملين.
في الأسبوع الثاني، يقول المرشد السياحي: دخلت قرية فرطاسة المجاورة لوليلي مجموعة من العسكر ومسؤولين أتوا من الرباط للتحقيق في النازلة ، حيث تم اقتحام منازل مواطنين لتفتيشها بعد تطويق الطرق المؤدية إلى وليلي وفرطاسة، كنا محاصرين ،و قاموا بتمشيط المنطقة لمدة شهرين دون ان يصلوا إلى نتيجة تقودهم الى موقع باخوس، أو الجهة التي خططت لسرقته، في هذا الوقت بالذات سئم وتعب الموقوفون على ذمة التحقيق من طول التحقيق والتوقيف حيث ادلوا باعترافات كاذبة، لا أساس لها من الصحة للخلاص من العذاب النفسي والجسدي ،فهناك من اقر بوجوده في منزله ،وآخر اعترف أنه حمله على حماره ودفنه ببستانه، لماذا لم نسرق باخوس منذ زمن بعيد ولماذا بالضبط في هذه المرحلة ؟يقول أحد تجار السلع السياحية.
بعد شهرين من التحقيق والاستنطاق، تم إطلاق سراح الموقوفين ،و يبقى السؤال الملح أين باخوس؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.