الملك يبعث رسائل الاطمئنان الي الشباب المغربي .
مصطفى تويرتو
خلال المجلس الحكومي الأخير استطاع الملك محمد السادس أن يبعث رسائل قوية وواضحة إلى الشعب المغربي حملت بين سطورها الكثير من الاطمئنان، خصوصا حين أكد على ضرورة إشراك الشباب في العملية الانتخابية وتقديم دعم فعلي للفئة الأقل من 35 سنة. كما أشار إلى رفع ميزانية قطاعي الصحة والتعليم وهما الملفان الأكثر حساسية في المشهد الوطني.
لكن ورغم هذه التوجهات الإيجابية يبقى السؤال الجوهري مطروحا هل ستترجم الحكومة هذه التوجيهات إلى إجراءات ملموسة؟
لقد سمع المغاربة كثيرا عن النوايا الحسنة والخطط الطموحة لكن الواقع غالباً ما يصدمهم بالبيروقراطية وبضعف التنفيذ وبالتهاون في مراقبة المشاريع.
توسيع مشاركة الشباب في الانتخابات خطوة نبيلة لكنها لن تكون ذات معنى إن لم تتبعها إصلاحات سياسية حقيقية تفتح الباب أمام وجوه جديدة، وتقطع مع منطق الوجوه المستهلكة التي ما زالت تتصدر المشهد الحزبي رغم فشلها المتكرر. الشباب اليوم يريد أكثر من مجرد وعود انتخابية أو دعم رمزي، يريد ثقة ومجالاً للتأثير وصوتاً مسموعاً.
أما في ما يخص رفع ميزانية التعليم والصحة، فهو قرار صائب طال انتظاره لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في الأرقام بل في حسن التدبير والشفافية. فكم من ميزانيات ضخمة ضاعت بين دهاليز الفساد وسوء التسيير دون أن يشعر بها المواطن البسيط الذي يأن تحت وطأة ضعف الخدمات.
الرسائل الملكية كانت واضحة ومليئة بالأمل لكنها في الوقت نفسه بمثابة اختبار للحكومة هل تملك الإرادة والجرأة لتطبيق التوجيهات الملكية بحزم وفعالية؟
إن الشباب المغربي اليوم أكثر وعيا ونضجا ولن يقبل أن تبقى وعود الإصلاح حبرا على ورق.