نداءات الزواج عبر المنصات الرقمية تجارة جديدة تحت غطاء العمل الخيري

0 154

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مصطفى تويرتو

 

انتشرت في الآونة الأخيرة موجة غريبة على منصات التواصل الاجتماعي، تحت مسمى نداءات الزواج، حيث يتسابق أشخاص وصفحات مجهولة الهوية للإعلان عن رغبتهم في تزويج الشباب والفتيات. للوهلة الأولى قد يظن المتتبع أن الأمر مبادرة إنسانية نبيلة، لكن الواقع يكشف أن هذه الظاهرة تخفي وراءها الكثير من المخاطر والانحرافات.

أول ما يثير الريبة هو غياب أي إطار قانوني أو ديني منظم لهذه الدعوات، مما يجعلها مرتعا خصبا للنصب والاحتيال. فكل من هب ودب بات ينصب نفسه وسيطا في أمور الزواج، مستغلا عاطفة الناس ورغبتهم الطبيعية في الاستقرار. والأسوأ أن بعض الصفحات جعلت من تزويج الناس تجارة مربحة، عبر اشتراط مبالغ مالية أو استغلال بيانات شخصية تجمع بطرق مشبوهة.

هذه الممارسات لا تمس فقط بقدسية الزواج كرباط شرعي واجتماعي، بل تفتح الباب أمام فوضى أخلاقية وأمنية تهدد المجتمعات العربية والإسلامية. فالزواج ليس إعلانا عابرا على فيسبوك أو رسالة في واتساب، بل مؤسسة قائمة على أسس من المسؤولية والجدية والالتزام.

إن خطورة هذه الظاهرة تكمن في كونها تعكس استهتارا بالقيم الدينية والاجتماعية، ومحاولة لتسليع مؤسسة الزواج وتحويلها إلى سلعة رقمية معروضة للبيع والشراء. لذلك، يبقى من واجب السلطات والمؤسسات الدينية والاجتماعية التدخل لوقف هذا العبث، قبل أن تتحول المبادرات الافتراضية إلى كوارث واقعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.