المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بافران  تحتفي بالذكرى 68 لتأسيس مؤسسة التعاون الوطني بندوة تواصلية بعنوان:  “تمكين النساء والفتيات ضحايا العنف: الواقع والآفاق”

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

إفران – متابعة- ابوسعد

في إطار تخليد الذكرى الثامنة والستين لتأسيس مؤسسة التعاون الوطني، نظّمت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بإفران ندوة فكرية وتواصلية تحت شعار: “تمكين النساء والفتيات ضحايا العنف: الواقع والآفاق”، وذلك بحضور عدد من الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، وممثلي القطاعات ذات الصلة بالحماية الاجتماعية، والفاعلين الترابيين، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني الشريكة للقطاع، في جو من التفاعل الإيجابي والالتزام الجماعي تجاه قضايا النساء والفتيات في وضعية هشاشة.

وقد افتتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها أداء النشيد الوطني، قبل أن تلقى كلمة افتتاحية من طرف ممثل التعاون الوطني، الذي أكد على رمزية هذه الذكرى التي تجسد أزيد من ستة عقود من العمل الاجتماعي والتضامني لفائدة الفئات الهشة، وعلى رأسها النساء اللواتي يعانين من آثار العنف والتمييز والإقصاء. كما أبرز أهمية هذه الندوة كفضاء للتفكير الجماعي والترافع حول التمكين الحقيقي للنساء، استناداً إلى التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص.

وتناولت مداخلة المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بإفران عرضاً شاملا لبرامج وخدمات المؤسسة في مجال حماية النساء والفتيات، خصوصاً من خلال مراكز الاستماع والتوجيه، والمواكبة النفسية والاجتماعية، وكذا التكوين والتأهيل المهني الموجه للتمكين الاقتصادي. وتم التأكيد على أهمية تقريب هذه الخدمات من الفئات المستهدفة، لا سيما في الوسط القروي، من خلال مقاربات متنقلة ومندمجة تهدف إلى الرعاية الشاملة وإعادة الإدماج.

وفي مداخلة المجلس العلمي المحلي بإفران، تم التأكيد في مستهلها على البعد الاجتماعي العميق الذي تميزت به مؤسسة التعاون الوطني منذ تأسيسها على يد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، حيث انبثقت كإحدى اللبنات الأساسية في بناء مغرب الاستقلال، من خلال تعاطيها مع القضايا الاجتماعية للفئات الهشة والمحرومة، وعلى رأسها النساء. وقد انتقل المتدخل بعد ذلك إلى تسليط الضوء على إشكالية العنف ضد النساء باعتبارها ظاهرة لا تعترف بالحدود الجغرافية أو الخصوصيات الثقافية، بل تشكل تحديًا عالميًا يستدعي تضافر كل الجهود لمواجهته. وفي هذا السياق، أبرز الدور التوعوي الذي يضطلع به المجلس العلمي، من خلال بث خطاب ديني وسطي يُعزز قيم الرحمة والتقدير داخل الأسرة، وينبذ كل أشكال العنف والتمييز، عبر خطب الجمعة، والدروس الدينية، والأنشطة التربوية الموجهة إلى مختلف شرائح المجتمع. كما شدد على أهمية التربية على القيم منذ الصغر، لما لها من أثر في الوقاية من السلوكيات العنيفة، وبناء أسر متماسكة تسودها المودة والاحترام المتبادل.

وفي مداخلة ممثلة القسم الاجتماعي بعمالة إفران، تم تسليط الضوء على دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم النساء وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، من خلال مواكبة المشاريع الفردية والجماعية، ودعم التعاونيات النسائية، وتوفير فضاءات التكوين والتأطير. وتم تقديم نماذج لمشاريع ناجحة استفادت منها نساء من مختلف جماعات الإقليم، والأمهات العازبات، والنساء في وضعية هشاشة، مما يؤكد دور المبادرة في تعزيز الاستقلال الاقتصادي وتحقيق الإدماج الاجتماعي.

جمعية تازغرت المشرفة على تدبير الفضاء المتعدد الوظائف للمرأة بازرو ،تقدمت بمداخلة قدمت من خلالها حصيلة رقمية دقيقة لعدد النساء والفتيات الوافدات على مركز الاستماع والمواكبة التي تشرف على تدبيره ، واللواتي تعرضن لأشكال متعددة من العنف، شملت العنف الجسدي، العنف اللفظي، التنمر، والتحرش ، مما يعكس بشكل ملموس حجم التحديات التي تواجهها النساء داخل إقليم إفران، خصوصًا في الأوساط الهشة. كما استعرضت الجمعية مختلف التدخلات التي تم القيام بها لفائدة الضحايا، سواء من خلال الدعم النفسي الفردي والجماعي، التوجيه والمرافقة القانونية، أو إدماجهن مهنياً عبر برامج التكوين و التأهيل وأشارت المتدخلة إلى أهمية الدعم المتواصل الذي تتلقاه الجمعية من طرف أطر التعاون الوطني، مثمّنة التفاعل الإيجابي والمواكبة الميدانية التي تسهم بشكل كبير في إنجاح هذه المبادرات، حيث عبّرت عن شكرها وتقديرها للمجهودات المبذولة من طرف الأطر العاملة بالقطاع

وقد شهدت الندوة تفاعلاً كبيرًا من الحضور، خاصة خلال الجلسة النقاشية، حيث تم التطرق إلى إكراهات مرتبطة بضعف التبليغ، وتحديات الوصول إلى النساء في المناطق الجبلية، والحاجة إلى التنسيق المؤسساتي الفعّال. وخلص اللقاء إلى توصيات أكدت على ضرورة بلورة مقاربات مندمجة وشراكات دائمة بين جميع المتدخلين، من أجل ضمان حماية شاملة للنساء، وتعزيز تمكينهن الاقتصادي والاجتماعي في بيئة آمنة وعادلة.

واختتمت فعاليات الندوة بتجديد الالتزام الجماعي بالمضي قدمًا في مسار محاربة العنف بكل أشكاله، والعمل المشترك من أجل مغرب أكثر عدلاً وإنصافًا لكل نسائه وفتياته.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.