المغاربة بين الأمس واليوم …..من مواجهة الظهير البربري إلى الدفاع عن وحدة التعايش

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مصطفى تويرتو

 

في عام 1930، واجه المغاربة واحدة من أخطر المحطات في تاريخهم الحديث: الظهير البربري، الذي حاول الاستعمار الفرنسي من خلاله تقسيم المجتمع المغربي على أسس عرقية وقانونية، بزرع الفتنة بين الأمازيغ والعرب، وتحطيم وحدة البلاد. لكن الرد الشعبي آنذاك كان حاسمًا، إذ خرجت المظاهرات، وارتفعت أصوات العلماء والمثقفين، وتجلّى وعي الشعب المغربي بوحدته العريقة، فأسقط المؤامرة بحكمة وتلاحم نادرين.

اليوم، وبعد ما يقارب قرنًا من تلك المحاولة الاستعمارية، تظهر بوادر خطاب جديد – في أحيان كثيرة مموّه – يسعى لضرب جذور التعايش التاريخي بين العرب والأمازيغ، عبر إذكاء النعرات وتغذية الانقسام، سواء من خلال وسائل الإعلام أو بعض الخطابات السياسية والثقافية المتطرفة. وهو ما يستدعي استحضار روح 1930، ليس فقط كحدث تاريخي، بل كدرس متجدد في أهمية الوحدة والوعي بخطورة استغلال التنوع لضرب الاستقرار الوطني.

المغرب بلد متعدّد المكونات، لكنه واحد في الهوية والانتماء. فالأمازيغية والعربية ليستا متقابلتين، بل مكونان متكاملان لصناعة حضارة مغربية غنية ومتميزة. ومحاولات التشويش على هذا التعايش ليست سوى تكرار لخطط استعمارية بثوب جديد.

اليوم، كما الأمس، الرهان هو على وعي الشعب المغربي، وذكائه الجماعي، في تجاوز الخطابات الإقصائية، وبناء مغرب يحتضن كل أبنائه بتنوعهم، دون تمييز أو تفريق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.