تمارة… المدينة التي تخلع العباءة البدوية وتلبس ثوب الحداثة المدنية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

مصطفى تويرتو

عرفت مدينة تمارة، لعقود طويلة، كضاحية هادئة للرباط، تتسم بطابعها القروي والمجالي المحدود. إلا أن الواقع اليوم يختلف تمامًا. تمارة في طريقها إلى التحول إلى مدينة حيوية وحديثة، تسعى إلى فرض مكانتها ضمن خارطة المدن المتقدمة بالمملكة، في انسجام تام مع رؤية المغرب 2025 و2030.

ما يميز تمارة ليس فقط موقعها الجغرافي الاستراتيجي، كحلقة وصل بين العاصمة الرباط ومدن الجنوب، بل أيضًا مؤهلاتها الطبيعية التي تمنحها قدرة تنافسية فريدة: من حزام أخضر يحيط بها ويشكل متنفسًا بيئيًا، إلى شريط ساحلي جميل يمتد على طول المحيط الأطلسي، مما يجعل منها مدينة قابلة لأن تتحول إلى نموذج عمراني بيئي متكامل.

رغم التحديات المرتبطة بالتحول السريع، مثل الضغط السكاني وتفاوت البنية التحتية بين الأحياء، إلا أن مؤشرات النمو تبشّر بالكثير. مشاريع التهيئة الحضرية، والاهتمام بالمساحات الخضراء، وتطوير النقل العمومي، كلها خطوات تعكس إرادة محلية ومركزية في جعل تمارة مدينة في مستوى الحدث الوطني والإقليمي.

لم تعد تمارة اليوم مجرد ملحق للعاصمة، بل مدينة قائمة الذات، تسعى إلى تحقيق نهضتها بأسلوبها الخاص، دون أن تفقد هويتها الأصلية. إن خروجها من “عباءة التبعية” نحو بناء ذاتها، هو قصة نجاح حضري يجب أن تُروى وتُدعم، لأنها تُجسد وجه المغرب الجديد: طموح، أخضر، وحديث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.