احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
عبد السلام اٌقصو
كانت مدينة افران سنوات قبل حلول جائحة كورونا، تعاني من توالي سنوات الجفاف، التي تضررت معها الفرشة المائية، حيث اثرت بشكل كبير على العرض السياحي الطبيعي ، الذي كان يغري العديد من الزوار ، الذين يقصدون شلالات عين فيتال ووديانها ، ويعشقون الجلوس تحت ظلال اشجارها ، خصوصا في المناطق القريبة من عين فيتال ، هذه الاخيرة التي يستمتع الزوار ببرودة وصفاء مياهها …
عين فيتال تعد مرد رزق قار للعديد من الاسر المحلية، وحتى اسر القرى المجاورة، الذين يشتغلون فيها على كراء الخيول، او اعداد الوجبات الشعبية التقليدية، و بيع منتجات الصناعة التقليدية والحلي والاكسوسورات، ومهن النقش بالحناء للنساء، بالإضافة الى شركات حراسة السيارات، التي تم بموجب قرار الجماعة الترابية افران، منع استخلاص واجب ركن السيارات في الشارع العام.
القرارات الليلية لحكومة “البيجيدي” خلال الصيف المنصرم ، لم يجد المشتغلون بالقطاع السياحي تعبيرا يصفون به المرحلة سوى “موسم سياحي كارثي “. امام هذا الوضع خصوصا وان جميع القطاعات الاقتصادية بالمدينة مترابطة فيما بينها. خلفت ايضا ازمة في قطاع التشغيل الموسمي، من خلال عزوف بعض المؤسسات السياحية على توظيف عمال موسميين، لتدبير المرحلة التي كانت في السابق تعرف زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين. وكذا مراكز التخييم. وفيه يصدق قول سيدي عبد الرحمان المجدوب رحمه الله:
ضربت كفي لكفي وخممت في الدنيا ساعة
صبت قلة الشي ترشي و تنوض من الجماعة
لا يمكن ان نخفي ان قطاع السياحة بمدينة إفران كان يتخبط في ازمة منذ سنة 2008 ، يسير في منحنى متدبدب صعودا و نزولا، خصوصا وانه وكما قلت في التوطئة ، مرتبط بالسياحة الإيكولوجية “الطبيعة” ، وقد انقلبت الأمور حيث صارت الحركة السياحية تنشط في موسم الثلوج بشكل كبير ، وتعرف الحركة الاقتصادية نشاطا كبيرا .
ازمة قطاع السياحة كما سبق ونشرنا في مواد سابقة ، مرتبطة بالأساس بضعف العرض السياحي ، وجهود تنويعه غير كافية ، كما انه بحاجة إلى التعريف بالمؤهلات الطبيعية والمناخية للمدينة ، لجلب استثمارات توفر فضاءات للترفيه للأطفال وفضاءات رياضية و ثقافية ، وتخلق مزيجا متنوعا يجعل من قضاء أيام العطلة بالمدينة يدخل في خانة ” يوصى به ” ، وهنا يتجلى بالأساس دور المديرية الإقليمية للسياحة ، حيث يرى اغلب المتتبعين و ارباب الملاجئ و الفضاءات السياحية و المطاعم و الفنادق ، انها لا توفر لهم ادنى شروط التواصل ، منعزلين في بناية وسط المدينة صارت موضوع للسخرية بمواقع التواصل الاجتماعي .
الاستمرار في هذا الوضع لا يخدم مصلحة أي طرف، ولا يحقق أرادة الدولة في التنمية، و لا إرادة الإدارات الإقليمية في الحفاظ على تماسك السلم الاجتماعي، اغناء الناس عن الحاجة، ولا مصلحة المستثمرين المحليين في الحفاظ على رؤوس أموالهم دون تكبد خسائر. وبالتالي وجب بلورة رؤية أخرى ، وجلوس كافة الأطراف بما فيها الإدارات المعنية و المهنيين في القطاعات المتداخلة و جمعيات المجتمع المدني و إعلام … لعل وعسى ان يتم تجميع الأفكار و توحيد الرؤى للدفع بعجلة التنمية إلى الامام وتجاوز كافة العراقيل التي باتت تؤثر على صيت المدينة على المستوى الوطني .