ولي عهد المملكة المغربية من وجهة نظر وسائل إعلام صينية في أفق العلاقات بين البلدين
ذ. بوناصر المصطفى
لا تخفى الأهمية الاستراتيجية التي توليها الصين للمغرب، ففي اول امتحان صعب اجتاز الأمير مولاي الحسن بشكل مشرف مهمة استقباله للرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس ثاني قوة اقتصادية في العالم، لقد اشارت المصادر الإعلامية ان الزيارة جاءت خاطفة وتوقف اضطراري بعد حضور الرئيس شي جين بينغ قمة زعماء مجموعة العشرين والتي احتضتها البرازيل.
اغلب الصينين يعرفون المغرب باسم كازا بلانكا، فعلا حصل الهبوط في مدينة الدار البيضاء رغم انه لم يكن منتظرا، فسارعت التعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس، لتكليف ولي عهده مولاي الحسن بمهمة تراس مراسيم هدا الاستقبال دي الوزن الثقيل.
بالرغم من قصير الزيارة والسرعة التي مرت بها، إلا أنها كانت كفيلة بخلق استنفار كبير على مستوى السلطات المركزية بالرباط والمحلية بالدار البيضاء على حد سواء، بالنظر لثقل وزن الضيف والوفد المرافق له سواء المركزيين او الأعضاء السامون بالسفارة الصينية بالرباط.
نزلت وسائل الاعلام الصينية بثقلها على هذا اللقاء والدي اعتبرته حدثا تاريخيا، فعلقت بتقييم اولي حول ولي العهد مولاي الحسن باحتفاظه على حضور مهيب ومناسب في هدا الاستقبال، حيث سجل الأمير نجاحا دبلوماسيا بشكل لافت في تمثيل المملكة المغربية بنجاعة تمكن وانضباط لجميع البروتوكولات.
لقد اظهر الأمير مولاي الحسن طيلة مدة الاستقبال، الماما بكل صغيرة وكبيرة بالإتيكيت والبروتوكول وبلغة ديبلوماسية انيقة، وهدا يعكس ثقة والده الملك محمد السادس وتكليفه باستقبال قائد عالمي كبير.
فهذا النجاح يعكس عن قرب بالنسبة للصين تلقينا دبلوماسيا متينا وتأهيلا عاليا للمسؤوليات المستقبلية، حيث أثبت ولي العهد في هده المحطة قدرة كبيرة على التعامل مع قضايا مركبة، تنم عن إدراك للرؤى الاستراتيجية الصينية خصوصا مشروع الحزام والطريق، حيث حاور الرئيس بطريقة ذكية ومحترفة، وهذا يدل على نضج سياسي مبكر وفهم عميق للتحديات التي تواجه العالم اليوم.
من هدا المنطلق أعطت وسائل الإعلام الصينية تغطية واسعة لهذا اللقاء، وركزت في الأداء الفطن لولي العهد وإنجازا دبلوماسيا كبيرا وضح العلاقة واهتمامه بالتعاون المغربي الصيني، كما اعتبرتها وسائل الاعلام فرصة اخدت من خلالها صورة على الدور المهم الذي قد يلعبه ولي العهد في العلاقات المغربية الصينية انيا ومستقبلا.
اكيد ان هدا اللقاء فتح آفاقًا أخرى للتعاون بين المغرب والصين، وأعاد ترتيب بعض الاولويات لتوسيع مجالات اقتصادية واستثمارية قصد ترسيخ مكانة المغرب كشريك موثوق به معتمد في المنطقة.
وكنتيجة أعرب شي جينغ بينغ عن استعداد الصين للعمل مع المغرب لتنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي وكدا منتدى التعاون الصيني-العربي.
لدلك ستظل رغبة الصين كبيرة واعدة للتعاون مع المغرب، بسبب الاهتمام المشترك بالتعاون مع الدول الإفريقية، وبإشراف شخصي للرئيس الصيني على انجاح كل المبادرات الموجهة نحو الجنوب العالمي، بالإضافة إلى مشاريعه الكبرى في بناء مجتمع مشترك للبشرية لان ثقته كبيرة في ان يكون للإمبراطورية المغربية نصيب من هذا المشروع.
بهذا الإنجاز لم يكتف ولي العهد بتنفيذ مهامه الديبلوماسية فقط، بل تحدى ذلك لإبراز قدرته عالية على تحمل المسؤولية القيادية، لدلك كان مفاوضاته ناجحةعلى كافة المستويات.
ولتقييم أدق لقد ساهم اللقاء في كسب ثقة دولة الصين في هده القيادة الشابة المتطلعة، وكدا مستقبل المغرب، نتج عنه دعم قوي للعلاقات الثنائية المغربية الصينية نظرا لكونها حافظت على زخم تنموي سليم.
فالضرورة تقتضي تحفيز العلاقة بين البلدين بتوقيع اتفاقيات واستثمارات إضافية، حيث كان لهدا وقع عزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية، هدا بالإضافة الى تأثير متجانس على المستوى الداخلي بالمملكة حيث حصد ولي العهد زخما شعبيا مطردا بهذا اللقاء.
# هل فعلا وقوف الرئيس الصيني بالمغرب كان فقط اضطراري ام ممنهج؟
#هل زاد هدا الاستقبال رهان الصين على المغرب كشريك افريقي وازن؟
# الى أي حد ساهمت لغة الإمبراطوريتان في رفع منسوب عالي في مستوى التفاوض؟