شارع بوقنـ بول: صـ رخة ساكنة حي تحت وطـ أة الفـ وضى والعشوائية
نجيب اندلسي
وسط اكبر حي بتراب مقاطعة النخيل جماعة مراكش، يعيش سكان شارع بوقنبول معاناة يومية تتجلى في صور الفوضى والعشوائية التي تحولت من ظاهرة عابرة إلى واقع مرير يثقل كاهل المواطنين. فما الذي حول هذا الشارع الحيوي إلى ما يشبه سوقاً فوضوياً يفتقر لأبسط معايير التنظيم والنظام العام؟
شارع بوقنبول،اهم شارع بالنخيل الشمالي يعرف حالة من الفوضى العارمة التي تتجلى في عدة مظاهر مقلقة. فقد تحول الشارع إلى ساحة مفتوحة للتجارة العشوائية، حيث منح أصحاب المحلات لأنفسهم حق التصرف في الملك العام، متجاوزين بذلك كل الضوابط القانونية والتنظيمية.
وتزداد المشكلة تعقيداً مع انتشار العربات المتنقلة للباعة المتجولين، التي أصبحت تسد الطريق وتعيق حركة المرور، محولة الشارع إلى ما يشبه المتاهة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى نشوب نزاعات يومية بين الباعة، تتخللها ألفاظ نابية تزعج الساكنة وتخدش الحياء العام.
فاستمرار الوضع على هذا الشكل حتما ستكون له تداعيات خطيرة على عدة مستويات:
أمنياً واجتماعياً:
– تزايد التوتر بين مختلف الأطراف
– انتشار ظاهرة العنف اللفظي
– تهديد السلم الاجتماعي في الحي
– انتشار ترويج الممنوعات
اقتصادياً:
– تضرر التجارة بالمنظمة
– تراجع قيمة العقارات
– خسائر للاقتصاد المحلي بسبب التهرب الضريبي
بيئياً وصحياً:
– تراكم النفايات
– مخاطر صحية محتملة
– تشويه المنظر العام للشارع
ولمعالجة هذه الأزمة، تطرح مجموعة من الحلول العملية:
حلول قصيرة المدى:
1. تشكيل لجنة طوارئ تضم ممثلين عن السلطات المحلية والتجار والساكنة
2. إجراء إحصاء شامل للباعة المتجولين وأصحاب العربات
3. وضع خطة عاجلة لتنظيم حركة المرور
حلول متوسطة المدى:
1. إنشاء سوق نموذجي منظم للباعة المتجولين
2. تطوير نظام تراخيص عادل وشفاف
3. تحسين البنية التحتية للشارع
حلول طويلة المدى:
1. وضع مخطط شامل لتنظيم التجارة في المنطقة
2. تطوير برامج تأهيل مهني للباعة
3. إنشاء آليات دائمة لحل النزاعات
وتبقى معالجة أزمة شارع بوقنبول محتاجة لتضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من سلطات محلية وتجار وساكنة. فالحل يكمن في المزج بين الحزم في تطبيق القانون والمرونة في إيجاد حلول تراعي المصالح الاقتصادية والاجتماعية لجميع الأطراف.
ونؤكد ان تحويل شارع بوقنبول من بؤرة للفوضى إلى نموذج للتنظيم والتعايش ليس بالأمر المستحيل، لكنه يحتاج إلى إرادة حقيقية وعمل جاد من الجميع. فهل آن الأوان لتحرير هذا الشارع من العبث وإعادته إلى سابق عهده؟