منتجع سيدي احرازم… الفوضى و عشوائية التدبير
ع.ش
يعج منتجع سيدي حرازم شرق مدينة فاس، بكل مظاهر الفوضى و العشوائية على عدة مستويات، فمباشرة بعد الوصول إليه و الترجل من السيارة رفقة عائلتك أو أصدقاءك، تواجهك فيالق من السماسرة حاملين مفاتيح لشقق و بيوت معدة للكراء في ظروف غير ملائمة للسكن، مما قد يجعلها طعما صائغا في متناول ممتهني الدعارة و الباحثين عن الرغبة الجنسية، بل طعما صائغا في متناول الفارين من العدالة و مهربي الممنوعات بكل أصنافها..
إن رغب الزائر في افتراش الأرض وسط الفضاء ـ الذي لا يستحق وصفه بالأخضر ـ و الواقع جنوب المنتزه بمعية أسرته، فعليه أن يؤدي المقابل رغم كون الفضاء عمومي، لأن ما يصطلح عليهم بأبناء الدوار يلزمون الزائر بضرورة كراء الأماكن التي سيطروا عليها داخل الفضاء بالقوة، الشي الذي حول جزء كبيرا من الحديقة العمومية إلى منطقة خاصة.
أما المقاهي فهي على شاكلة أكواخ لا تتوفر على أبسط الشروط الصحية لإعداد الوجبات، أو مستلزمات شروط السلامة من الحرائق و غيرها من الحوادث..
البنية التحتية للمنتجع، و الذي تعد جماعته من كبريات الجماعات المدرة للدخل على مستوى الجهة، فلم تتكلف المجالس المتعاقبة عليه بصيانة تجهيزاته و معالمه و مسالكه و طرقاته المهترئة …، و هو ما جعل معالمه شبيهة بالأطلال.
فالواقع الملموس و المرئي و المتعارف عليه يفرض أبناء “الدوار” وجودهم بشتى الوسائل.