تاونات.. فعاليات مدنية تتساءل لماذا لم يتكتل البرلمانيون من أجل الدفع بعجلة التنمية بالإقليم؟
متابعة : عادل عزيزي
لا بد في البداية من الإقرار بأن إنجاز التنمية المحلية مسؤولية تتقاسمها مجموعة من الأطراف وبدرجات مختلفة، حيث يسود تمثل لدى الرأي المحلي بأن المجالس المنتخبة للإقليم هي المسؤولة الوحيدة عن التنمية المحلية حضورا أو غيابا ، وهو أمر غير صحيح، دون أن ينفي ذلك المسؤولية الكبيرة للمجالس المنتخبة في إنجاز تنمية محلية مستدامة، منطلق سوف يقودنا الى استنتاج، وهو أن هذا التمثل حول دور المجالس المنتخبة ليس عفويا، بل هو جزء من رؤية ناظمة تسعى الى استدامة حالة الركود التي يعرفه الإقليم من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف، لعل محاولة استجلاء خلفياتها النظرية كفيل بالإجابة عن سؤال أسباب غياب التنمية المحلية بالإقليم.
إلى جانب الدور التشريعي و الرقابي للبرلماني، نجد له دورا آخر في الرقابة المحلية من خلال آلية طرح الأسئلة الشفوية داخل قبة البرلمان، إعمال وظيفته الرقابية لما يخدم ويساهم في التنمية المحلية، وذلك من خلال توجيه أسئلة حول بعض الاختلالات التي تعرفها بعض القطاعات على المستوى المحلي، كقطاع الصحة وتدهور حالة المستشفيات من حيث التجهيزات المادية والموارد البشرية إن هي فعلا كانت قائمة، أو على مستوى التجهيز والنقل وتدهور البنية التحتية، وغيرها من المشاكل ذات الطابع المحلي والتي لها علاقة بتدبير القطاعات الحكومية.
و علاقة بالموضوع تتساءل فعاليات مدنية إقليم تاونات ، عن الأسباب الكامنة وراء عدم تكتل برلماني إقليم تاونات من أجل الدفع بعجلة التنمية بالإقليم، وتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وتنموي بالمنطقة.
إقليم تاونات يتوفر على 09 برلمانيين يمثلون الساكنة بالبرلمان بغرفتيه” النواب، المستشارين”، غير أن واقع حال الإقليم يعكس تردي البنية التحتية من طرق ومسالك، وضعف الخدمات الاجتماعية التي تقدم للمواطنين، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية المتمثلة في انتشار الفقر والهشاشة وتفاقم البطالة والجريمة، مع غياب أدنى شروط العيش الكريم في بعض القرى والمداشر.
واعتبرت الفعاليات أن حصيلة ممثلي ساكنة إقليم تاونات بمجلسي البرلمان على مستوى الرقابة الحكومية والدبلوماسية البرلمانية، جد متواضعة، وذلك رغم أن جهود بعضهم انصب على تقديم بعض الأسئلة الكتابية والشفوية ، حيث اعتبرت الساكنة أن تدخلاتهم على مستوى البرلمان بغرفتيه أو لدى الوزارات لا ترقى إلى مستوى انتظارات الساكنة من ممثليهم، مشيراً إلى أن دورهم على مستوى التشريع “جد باهت” لا من حيث إنتاج القوانين التي تخدم الإقليم، ولا على مستوى اللجان القطاعية، وهو ما يعتبر “تغيب نجاعة هؤلاء البرلمانيين”.
وتتساءل الساكنة: “متى سيتكتل هؤلاء النواب والمستشارين لأجل تاونات بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة، والتي تنعكس سلبا على المواطن بالإقليم الذي صوت لهم؛ أم أن هذه مؤشرات تدعو إلى التفكير منذ الآن إلى تغيير جذري على مستوى البروفايلات التي تتقدم بترشيحها لخوض الانتخابات البرلمانية لفتح المجال أمام طاقات وكفاءات واعدة قد تدفع بإقليم تازة إلى تحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي وتنموي..
إن الوضعية الحالية لإقليم تاونات تتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين لتسريع عجلة التنمية بالإقلي