إقليم تاونات.. ما هي حصيلة 14 سنة مرت على وتيرة تدشين مشاريع ملكية ؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عادل عزيزي

تنكب المؤسسات المنتخبة والاقتصادية والاجتماعية، التي تحترم تعاقداتها، لتقديم حصيلة منجزاتها وتقييم مشاريعها التنموية التي برمجتها ودشنتها، في إطار شراكاتها القائمة بين مجموعة من القطاعات ذات الأهداف المشتركة، وتختار الإدارات الترابية المناسبات الوطنية لتدشينها وافتتاحها في وجه المستفيدين من خدماتها وتخصصاتها، وتختار ذات المؤسسات الزمن المناسب لبرمجة ما تعطل منها للتدشين والافتتاح مثل مناسبة عيد العرش أو عيد الاستقلال أو عيد المسيرة الخضراء التي يعتبرها المغاربة مناسبة وطنية لتقييم المسيرات التنموية وترجمة الجهاد الأكبر عبر جهاتها وأقاليمها ومؤسسات جماعاتها الترابية.
إقليم تاونات يزخر بالأوراش التي خصصت له وضخت فيه ملايير الدراهم سواء على مستوى البرامج الملكية التنموية أو التي برمجتها الحكومة وقطاعاتها بشراكة مع العديد من المؤسسات، “النواة الجامعية، الماء الصالح للشرب، تثنية الطريق الوطنية رقم 8، المركب الرياضي، المستشفيات، الطرقات، المركبات السوسيو ثقافية واجتماعية، ملاعب القرب، دور الشباب، مسابح، محطات معالجة المياه العادمة، مطارح النفايات، منتجعات صيفية سياحية وبيئية…..) في أفق التسريع بوتيرة إنجازها وإصلاح وتقويم بعض التجاوزات التي طالتها في أفق فسح المجال لمشاريع تنموية أخرى يتطلع لها المواطنون بإقليم تاونات .
مشاريع مهيكلة كبيرة يترقب الرأي العام التاوناتي الإفراج عنها منذ الزيارة الملكية سنة 2010، بعد الانتهاء من دراستها وانطلاق تشييدها أو التي انتهت أشغالها بموجب الاتفاقات الجماعية بين شركائها وتنتظر الضوء الأخضر لاحتضان المستفيدين منها واستغلالها وفق الأهداف التي أحدثت من أجلها.
شهية الحديث في هذا الموضوع تدفعنا لطرح العديد من الأسئلة الحارقة المرتبطة بجدية التعاطي مع ملفات مشاريع المنطقة ومن يمسك بها من الإدارات القطاعية وأقسامها ومصالحها المسئولة عن تتبعها ومراقبتها والحسم فيها وتقويم تعثرها خصوصا أن من بين المشاريع المنجزة على أرض الواقع ما يتعرض للتلف والإهمال والمماطلة والتسويف بفعل إرادة وقدرة فاعل والأمثلة متعددة بالإقليم.
فحين تطالع مشاريع الدراسات المنجزة وتتصفح الأغلفة المالية والأوعية العقارية المخصصة لهذا الغرض، تتنفس الصعداء وتستبشر خيرا، لكن تصاب بالحيرة والاندهاش على مستوى التنفيذ بعد أن تملكت أيادي العبث مفاتيح ترجمة المشاريع على أرض الواقع.. هو بطء حلزوني يطال كل شيء وكأن عقارب زمن الضمير المهني والإداري توقفت نهائيا ويحتاج لجرعات من الوخز بالإبر لنفض الغبار عن ملفات التنمية القابعة في رفوف ودواليب الإدارة.
إن “مايسترو وقائد أوركيسترا” قطاعات العزف الجماعي على نوتات مشاريع التنمية الشاملة مسؤول عن إشاراته وتوجيهات حركاته لضبط موازين وإيقاعات وسائل البناء والتشييد وفق تخصصات جوقته حتى لا يصدر عنها ما يشكل نشازا في هندسة الحكامة والتدبير الجيد في الزمان والمكان، على اعتبار أن ذات القائد مسؤول بقوة القانون على تفاصيل نبضات قلب الحياة الجماعية بمجاله الترابي.
فعلا إن التنمية العرجاء هي التي تعتمد على رجْل ويد واحدة، حيث لا يمكن للرجل الواحدة تخطي العقبات والتحديات ولا يمكن لليد الواحدة أن تصفق للمنجزات. فلا يمكن المضي قدما نحو الارتقاء بمكانة المجال واستثمار إمكاناته وتحصين كرامة ساكنته، إلا من خلال اعتماد المؤسسات المنتخبة بإقليم تاونات على قوة الاقتراح والإصرار على التمسك بإقحام القطاعات والشركات والمقاولات المستفيدة من خيرات المنطقة وإقناعها بالانخراط في مسلسل التنمية الشاملة للتفاعل مع مطالب الساكنة على جميع المستويات، والمطالبة باستكمال مقومات الإقليم وشروطه التنموية إداريا وقطاعيا لتجميع الجهود وتوحيدها وتقريب الفعل الإداري من مركزه.
فأربعة عشرة سنة مرت على الزيارة الملكية لإقليم التين و الزيتون تعتبر في نظر المراقبين والمتتبعين كافية لتقديم حصيلة المشاريع التي دشنت أمام الرأي العام وتابعها الشعب المغربي عبر قنوات التلفزة الوطنية… لكن لسوء الطالع تعتبر هذه المدة سنوات عجاف.
فلا دولة صانت مؤسساتها ولا سلطة فرضت وجودها ولا شعب غير موازينه ورفض العابثين فسكن السلام جوانبه مستسلما لوضع بائس وحياة مملة ولأول مرة في حياتي أفهم معنى ما قصد به الشاعر ،،اذا الشعب يوماً اراد الحياة،، وهو ما لم يسعى اليه شعبنا حتى اليوم .
فالإرادة مازالت غائبة والقدر لم يطل بعد ليحدد مساره ولا الليل ينجلي عن كاهله، خمس سنوات والأنين وحده من يرافق واقعنا المضني والحزين فيساق شبابه للموت وينكل بشيبانه وتتحول نخبة إلى قيادات متخمة بالسرقة واللصوصية باسم الدين والوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.