مصطفى تويرتو
مرة أخرى يؤكد الملك محمد السادس نصره الله أنه الأقرب إلى نبض الشباب والأكثر فهما لمعنى الوطنية الحقيقية استقباله للفريق الوطني لأقل من عشرين سنة المتوج بكأس العالم للشباب بالشيلي لم يكن مجرد لحظة بروتوكولية بل كان رسالة سياسية عميقة بل صفعة ناعمة لكل من تجاهل طاقات الشباب أو حاصر أحلامهم خلف مكاتب المسؤولية والقرارات البالية.
تكريم جيل زيد هو تكريم لجيل لا ينتظر المناصب ولا الوعود بل يصنع الإنجاز بعرقه وإيمانه بالوطن. وفي المقابل هو تعرية صريحة لواقع الأحزاب والمؤسسات التي لم تعد قادرة على تجديد نفسها أو احتضان الكفاءات الشابة.
هذا الاستقبال الملكي الراقي هو درس في السياسة قبل أن يكون احتفالًا بالرياضة. الملك قالها دون كلام من يخدم الوطن يجد المكان في القصر ومن يخدم مصالحه الشخصية مكانه في الهامش.
اليوم على كل من يتصدر المشهد السياسي أن يقرأ جيدا بين سطور هذا الاستقبال الملكي. فالتكريم لم يكن فقط للفريق الوطني بل لروح جديدة يريدها الملك أن تسود في مغرب الغد مغرب الشباب مغرب العمل مغرب لا مكان فيه للكسالى ولا للمحسوبية. إنها إشارة ملكية واضحة بأن زمن الخطابات انتهى وحان زمن الفعل والنتائج.