لماذا لا تحدو القطاعات الأخرى حدو الرياضة !!!
بوناصر المصطفى
في سياق اتسم بالتشنج والغليان الاجتماعي اختل أفقه وطغت عليه نبرة من السواد القاتم، يطلع علينا قطاع الرياضة ليزف الينا حالة من البهجة وابتسامة كنا في أمس الحاجة اليها، بعد تتوج اشبال المغرب اقل من 20 سنة ببطولة العالم وفوز غير مسبوق ومستحق اعاد أجواء الامل و حول الطقس في شوارع مدن المغرب من جو التوتر والكأبة نحو الاحتفاء وبعث الانتماء للوطن، حقيقية هي رسالة تستفز الادهان، مفادها ان العمل بعقلية الفريق المنسجم والإصرار على المبتغى لابد ان يعطي ثماره، من هذا المنطلق لا يمكن حصر الرياضة في مجال الترف واللعب الجماعي بل منظومة لها قيم خاصة لبناء شخصية الانسان و تعزيز توازنه النفسي وايقاظ الروح الجماعية.
ونحن نعيش نشوة التتويج فهل تحدو باقي القطاعات نفس النهج؟ بالأيمان بان الفرصة تعطى لمن له الكفاءة وامن بالتخطيط وتنازل عن إنتانيته للعمل ضمن فريق.
في ظل هذه الظروف الصعبة تمر بها البلاد من تحديات داخلية وخارجية، لا يمكن اعتبار هذا الإنجاز الذي حققه اشبال المغرب في بطولة العالم لأقل من 20 سنة في كرة القدم الا مصدر الهام وفخر للمجتمع المغربي ككل، كي تستسقى منه العزيمة القوية والتفاني للتميز قصد حصد الألقاب بعقلية فريق.
ليس من الذكاء الاكتفاء بنشوة الاحتفاء، بل استثمار أي انجاز لتحفيز باقي القطاعات في المغرب لاتباع نهج مماثل من التفاني والعمل الجماعي بتشجيع الكفاءات الشابة وتقديم الفرص للأفراد الموهوبين، وتعزيز ثقافة التخطيط والعمل الجماعي من أجل تحقيق النجاح والتنمية والتطور في مختلف المجالات.
أملنا جميعا أن يكون هذا الإنجاز بمثابة نقلة نوعية للمغرب، يعيد فيها المسؤول ترتيب أوراقه ومراجعة قناعاته بأن التفوق لا يأتي الا من خلال التكاتف والتضحية من أجل الهدف المشترك، لذا الضرورة تفرض اعطاءه رمزية للتحفيز والالهام لبذل جهود ذؤوبة لتعزيز الروح الوطنية والتعاون لإخراج البلاد من الوضع المتأزم، كما يمكن أن ان يسهم هذا الإنجاز اللافت في بلورة رؤية جديدة تدفع في تشجيع الاستثمار في جميع القطاعات الاجتماعية لخلق نمو اقتصادي شامل يصبو اليه جميع المغاربة.
#هل يمكن أن ينعكس التتويج الرياضي على الروح الوطنية بإيقاظ العزائم في منظومات اخرى؟
#هلا أخرجنا قطاع الرياضة من دائرة الترفيه الى صناعة مستقلة بذاتها تخلق الثروة ومناصب الشغل، كي تستحق إدراجها في صياغة نموذج تنموي جديد؟