مكناس : مطالب بفتح تحقيق في “احتكار” المركز الثقافي محمد المنوني.. الجمعيات تدق باب العامل لإنصافها
م.خ
تعيش الساحة الثقافية بمدينة مكناس على وقع توتر متصاعد بين الجمعيات والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، بسبب ما تعتبره فعاليات محلية “سياسة إقصاء ممنهجة” في تدبير المركز الثقافي محمد المنوني، الذي يُفترض أن يكون فضاء عموميا مفتوحا أمام جميع الفاعلين دون تمييز أو تفضيل.
وتؤكد مصادر جمعوية أن المدير الإقليمي أصبح يمارس نوعا من التحكم في برمجة أنشطة المركز عبر التأجيل المتكرر والرفض غير المباشر لطلبات الجمعيات، بحجة أن “البرنامج عامر”، رغم أن العديد من القاعات تبقى فارغة في تواريخ مطلوبة سلفا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تشير نفس المصادر إلى أن المدير الإقليمي نفسه يرأس جمعية ثقافية تستفيد من مرافق المركز بشكل مستمر، وتنظم داخله ورشات وأنشطة على مدار السنة، في وقت تحرم فيه جمعيات أخرى من تنظيم مبادرات مماثلة، بدعوى أن “المركز هو اللي كينظم”. وضع يطرح أكثر من علامة استفهام حول تضارب المصالح واستغلال المنصب الإداري لتحقيق مصالح شخصية.
الجمعيات المتضررة لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث وجهت شكاية رسمية إلى السيد عامل عمالة مكناس، مطالبة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع، وبضمان الشفافية وتكافؤ الفرص في الاستفادة من الفضاءات الثقافية العمومية، معتبرة أن ما يجري “يسيء لصورة العمل الثقافي بالمدينة، ويضرب في الصميم مبدأ العدالة في التدبير العمومي”.
وتؤكد الجمعيات أن الوقت قد حان لوضع حد لهذه الممارسات، وإعادة الاعتبار للمراكز الثقافية كمؤسسات تعنى بخدمة الإبداع والمبدعين، لا كمجال مغلق في وجه الفاعلين المستقلين.
فـمكناس، بتاريخها الثقافي العريق، تستحق إدارة منفتحة تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار شخصي أو جمعوي ضيق.