تدخل الأمم المتحدة في النزاعات الإقليمية غالبًا ما يكون سيفًا ذي حدين، وهل ينتهي حقد حكام الجارة للمغرب
بقلم مصطفى تويرتو
تدخل الأمم المتحدة في النزاعات الإقليمية غالبًا ما يكون سيفًا ذي حدين. من جهة، يمكن أن يساهم في التهدئة ومنع تفـ جر الأوضاع عبر آليات الوساطة والمفاوضات، لكن من جهة أخرى، قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع إذا لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية من الأطراف المتنازعة لحله.
في حالة الصحراء المغربية، فإن الأمم المتحدة لعبت دورًا في إدارة النزاع من خلال بعثة المينورسو منذ 1991، لكن غياب قرارات حاسمة ترك المجال مفتوحًا لاستمرار الجمود السياسي. المغرب قدم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد و واقعي وذي مصداقية، وهو يحظى بدعم دولي متزايد، بينما تستمر الجزائر و صنيعتها في السعي لفرض خيار الانفصال رغم تغير موازين القوى لصالح المغرب.
إدارة ترامب كانت قد اعترفت رسميًا بمغربية الصحراء في 2020، وهذا القرار لا يزال ساريًا، رغم أن إدارة بايدن لم تلغه لكنها تتعامل معه بحذر. مستقبل هذا الاعتراف سيعتمد على التطورات الجيوسياسية، خاصة مع التغيرات في المواقف الأوروبية، مثل الدعم المتزايد من إسبانيا وألمانيا و فرنسا وغيرهم من الدول الأفريقية والعربية لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
بالتالي، يبقى الحل مرتبطًا بميزان القوى الدولية وبمدى قدرة المغرب على تعزيز موقفه دبلوماسيًا واقتصاديًا، خصوصًا مع استمرار الاستثمارات الكبرى في الأقاليم الجنوبية وجذب الاعترافات الدولية بسيادته على المنطقة.