البذلة البيضاء تحت مجهر التشريعات؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

ذ. بوناصر المصطفى

 

متفق بشأنه تصنيف الطب كأحد أسمى المهن، حيث يُنظر إلى الأطباء رسول منقذ وملاذ كل مريض ومع ذلك، فقد شهد عصرنا انحرافات في سلوكيات بعض الأطباء، مما أدى إلى ترسيخ انطباعات سلبية لكن هده السلوكيات الشاذة محصورة جدا، إذ لم ولن تخرج مهنة الطب عن نبلها لكون ترسخت في الدهن دائما الطبيب أو الطبيبة هو دلك الانسان الجاهز في أي وقت ليحميك من محن الألم والمهنة الوحيدة التي وهبها الله تعالى القدرة لتعطي المريض أملا اخرفي أجل محدد.

فلمادا يصاب بعض الأطباء بحالة من المسخ ليتحلوا إلى أشبه بروبوتات همهم جمع المال والفتك بالجثث بدم بارد حتى افتقدت بذلهم خاصية النبل فهل مات فيهم روح الإنسان؟

على الرغم من أن بعض الأطباء قد يظهرون سلوكيات شاذة، إلا أن الغالبية لا تزال متمسكة بقيم الإنسانية والنبل تعض عليها بالنواجد، تجاهد في ظروف قاهرة لتقديم الرعاية للمرضى في مناطق نائية وبالتطوع لأعمال خيرية كي تعزز التعاطف وقيم الرعاية الاجتماعية، وكذا تساهم في التعليم والتدريب الطبي، وتوفير الدعم للأطباء الجدد لمواجهة الضغوط النفسية العملية والعلمية.

إن التطرق لهذه الظاهرة هي فقط من باب إثارة الانتباه إلى سلوكيات غريبة عن قيمنا الإسلامية، باتت تنتشر في صمت، قد نجد ونجتهد في هذه المقالة لإيجاد تفسيرات لهذا التحول، لكن لا يعني الانزواء في خلق تبريرات واهية تمس بقدسية هده المهنة النبيلة.

في البداية ارتبطت مهنة الطب بفئة محظوظة نظرا لارتفاع تكاليف التعليم الطبي، إلا أن توسيع الطاقة الاستيعابية في المجتمعات اقتضت فتحه على فئات اجتماعية متوسطة وأحيانا فقيرة، فكان الضغط الاقتصادي الناتج عن القروض الاستثمارية لتغطية تكاليف الدراسة أو تجهيز المرفق الصحي، سيضطر معه بعض الأطباء إلى التركيز على الجوانب المالية، وتنويم مغناطيسي للجانب الإنساني، كما أن التدريب داخل مصحات عصرية حولت الأنظمة الصحية إلى بيئة مقاولة تجارية حالت دون التربية على الجودة في الرعاية.

لقد عمقا الإرهاق المهني وساعات العمل الطويلة المسافة بين الطبيب المعالج والمريض، بمواجهة حالات مرضية مستعصية بشكل مسترسل، ليولد التشنج ويقلل من ذلك الشعور الإ نساني اتجاه المرضى، هدين العاملين لم يترك أية فرصة لممارسة علمية عميقة وعملية تراكمه التجربة، مما نتج عنه نقص في التدريب مادام التعليم الطبي يركز في منهاجه على الجوانب العلمية والتقنية، مع إغفال شبه كلي للتدريب الكافي، لأي حصص للتواصل الإنساني مع المرضى، لأن الثقافة المادية التي رضعوها في تكوينهم طغت أكثر لتركز على النجاح المادي في المجتمع، دون أن تعطي أي مساحة لبناء القيم الشخصية للأطباء.

إن تقليل التفاعل البشري في الرعاية الصحية يفرز لذي المرضى الشعور بالانفصال كنتيجة الاعتماد المفرط على الآلات، مما شكل قوة بديلة دافعة لتغيير قيم المجتمع، وبهذا تكون قوانين الأخلاقيات الطبية قد سمحت للتشريعات بأن تضع قواعد السلوك المهني.

إذ من المفترض أن تجتهد التشريعات في تنظيم الممارسات الطبية، كي لا تتأثر بما يعكر صفوها، لتحمي حقوق المرضى، مثل الحق في المعلومات والموافقة المستنيرة، مما يعزز الشفافية في الممارسات الطبية، مراقبة جودة الخدمات الطبية المقدمة، مما يضمن لأطباء اتباع المعايير اللازمة، وحتى لا يضطر بالقانون فرض عقوبات على الأطباء الذين قد ينتهكون القوانين، للمساهمة في ردع السلوكيات غير الأخلاقية.

مما لا شك فيه أن هذه التشريعات دور أساسي في تنظيم الممارسات الطبية على أن تكون مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات في القطاع الصحي لضمان الفعالية في الرقابة من أجل تعزيز الأخلاق المهنية، وعلى ألا تغفل هده التشريعات متطلبات التعليم والتأهيل المستمر لتشترط على تلك العينة من الأطباء المشاركة في برامج التعليم المستمر لضمان تحديث معارفهم ومهاراتهم.

 

#فهل من حلول عملية لتحفيف الضغط على مهنيي المنظومة الطبية؟

#هل من سبيل لتحسين مناهج التعليم الطبي لتعزيز التواصل الإيجابي مع المرضي؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.