أفريلي مهدي يتحدث: مقاطعة الحي الحسني بين نور الإصلاح وظلام رؤية المنتقدين
فلاش 24 – أفريلي مهدي
تعتبر مقاطعة الحي الحسني واحدة من أكثر المناطق الحيوية في مدينة الدار البيضاء، حيث تشهد تطورا مستمرا على مستوى البنية التحتية والخدمات العمومية، ومع أن هذه الإصلاحات التي شهدتها المنطقة قد أثمرت نتائج إيجابية في تحسين مستوى الحياة للمواطنين، إلا أن هناك فئة تصر وتلح على انتقاد هذه التحولات، بل يرون أيضا بأن الإصلاحات مجرد مسكنات لا تحل المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنطقة ، فبين نور الإصلاح التي تنهجه المقاطعة وظلام فكر المنتقدين، تتأرجح مقاطعة الحي الحسني بين التطلعات المستقبلية المشرقة ومواقف الانتقاد السلبية المظلمة المستمرة .
وفي الصدد ذاته ، يمكن اعتبار التحولات التي شهدتها المقاطعة خلال السنوات الأخيرة علامة فارقة في مسار التنمية المحلية، وذلك عبر مشاريع تحسين الشوارع ، وتجديد شبكات الصرف الصحي، والرغبة في تطوير المساحات الخضراء، الرفع من جودة الحياة للسكان المحليين ، حيت إن هذا النوع من الإصلاحات يعكس رغبة حقيقية في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، حيت أن هناك العديد من الأحياء التي تسعى المقاطعة إلى النهوض بجماليتها عبر سلسلة من الإصلاحات المبرمجة .
فعلى الرغم مما سلف ذكره ، نجد في الجهة المقابلة، أراء المنتقدين الذين يرون بأن هذه الإصلاحات قد تكون غير كافية أو حتى غير مدروسة بشكل عميق ، حيت يعتقد بعضهم أن الاهتمام بالجانب المادي للبنية التحتية يظل ناقصا إذا لم يواكبه تحسن في الخدمات الاجتماعية الأساسية، مثل التعليم والصحة ، كما أن بعض هؤلاء يوجه نقدًا لعدم إشراك المواطنين في تخطيط هذه الإصلاحات، مما يجعلها تبدو في نظرهم بعيدة عن احتياجاتهم الحقيقية ، مما يظهر أن هناك حالة من القلق العام حول ما إذا كانت هذه الإصلاحات ستترجم إلى تغيرات فعلية في حياة الناس.
ليبقى الجواب الأبرز على فئة المنتقدين هو الواقع و الإصلاحات التي تشهدها مقاطعة الحي الحسني، رغم بعض السلبيات والانتقادات، تعد هذه الإصلاحات بمثابة خطوة هامة نحو بناء مدينة حديثة ومتطورة ، رغم وجود بعض التحديات، لكن الطريق الصحيح يبدأ بالإصلاح، والتطوير لا يأتي بين عشية وضحاها ،فلذلك، لا بد من النظر إلى هذه الإصلاحات بعين التفاؤل مع الاعتراف بأن الطريق نحو التغيير المستدام لا يزال طويلا ويتطلب المزيد من التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المنشودة.
وختاما لما سلف ذكره، تبقى مقاطعة الحي الحسني نموذجا حيًا لصراع الأفكار بين التقدم والانتقاد، حيث أن نُور الإصلاح الذي شهدته المنطقة لا يمكن إنكاره أحب من أحب وكره من كره، ولكن لا بد من العمل المستمر والتفاعل البناء مع انتقادات المجتمع من أجل تحسين فعالية هذه الإصلاحات وتحقيق تغيير ملموس في حياة المواطنين.