تاونات.. الساكنة تُعاني العطش والويلات والمسؤولين يرقصون على إيقاع المهرجانات
عادل عزيزي
خرج عدد من سكان دوار المغاريد التابع ترابيا لجماعة سيدي امحمد بلحسن عمالة إقليم تاونات، اليوم الإثنين للاحتجاج أمام مقر عمالة تاونات، الوقفة جاءت بعد أيام قليلة من انتهاء مهرجان التبوريدة الذي نظم على هامش “موسم الوالي الصالح سيدي لمحمد بلحسن”.
الوقفة الاحتجاجية التي شاركت فيه مختلف الفئات الاجتماعية، رفعت شعارات منددة بالوضع المزرى الذي يعيشونه، الموسوم بالعطش و”العزلة” الذي يشكو منه ساكنة الدوار.
غريبٌ أمر البعض من ممثلي الشأن المحلي، المنتخبين “ديمقراطيا”… ساكناتهم تعاني الويلات، عطشا وضعف بنيات تحتية، وتفشي البطالة والعطالة، فيما يرقصون ابتهاجا ونشاطا على نغمات الموسيقى والمهرجانات والحفلات وطلقات البارود..
أعترف أني ترددت كثيرا قبل أن أحرر هذا المقال خاصة أن هؤلاء المهددين بالموت عطشا هم في إقليم يحتوي على خمسة سدود، و سدود أخرى في طريق البناء و في إقليم يحتوي على خمس المياه الجوفية بالمملكة..
ولا أبالغ إذا قلت إن هذا خروج المواطنين للاحتجاج بسبب العطش و اهتراء البنية التحتية مسيء لنا جميعا ومدمر لنا جميعا ومخجل لنا جميعا وربما فيه إدانة لنا جميعا..
أما المسؤولين و مدبري الشأن العام المحلي الحاليين و السابقين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام فعليهم ربما أن يعتذروا لأبناء هذه المناطق..
وهذا ربما أضعف الأيمان لأن هؤلاء المسؤولين وأولئك لم يفعلوا أي شيء من أجل توفير قطرة ماء لهؤلاء العطشى من بسطاء الناس..
لن أتحدث عن المسؤول الأول للإقليم ولا عن رئيس المجلس الإقليمي ولا عن مسؤولي قطاع الماء طالما أن هؤلاء جميعا مشغولون بأشياء أخرى إلا ما ينفع الناس ويمكث في الأرض..
في كل الأحوال، أتمنى من القلب ألا تكون صرخات هؤلاء المساكين وآخرين مجرد صيحات في واد من أودية إقليم تاونات الجافة..، لأن هؤلاء المحتجين لم يطالبون سوى بـ”شربة ماء” في منطقة تعوم فوق الماء..
فعلا، نحن في زمن العطش ..
العطش لمسؤول صادق ..
العطش لبنية تحتية جيدة..
لحكايات تنمية حقيقية …
عفوا أيها المسؤولون فلا تديروا ظهوركم لحكايات هؤلاء المهمشين.. وتسلموهم للإهمال والنسيان.. فالتاريخ لا ينسى..