هل من نطاق عمري يحد الاطفال من ولوج منصات الاتصال؟
ذ. بوناصر المصطفى
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر خطورة على الأطفال والمراهقين مما نتصور فهي قضية محورية على الساحة التربوية خصوصا والمجتمعية عموما، اذ أضحت من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم في صمت، خاصة في انعكاساتها على الأطفال والمراهقين، فالتحولات التي تشهدها هذه الوسائل تقنيا يسرت انحرافا لا يمكن تغافله فأضحت تشكل مخاطر حقيقية لحياة الانسان حيث ان انحرافها من وظائفها الإيجابية: تطوير تقنيات التعامل مع المعلومة، تقريب المسافات, تبادل الآراء والأفكار, التواصل مع العالم الخارجي, ومعرفة ثقافات الشعوب , إلاّ أنَّها أضحت في الوقت نفسه تشكّل تهديدا كبيراً للبيئة التربوية للمجتمعات بتحولها الى فضاءات لممارسة حالات من الإدمان على تكريس الاعطاب الاجتماعية والنفسية نشر التفاهة بشكل مستفز والاخبار الكاذبة بدل تنوير الوعي وتوسيع الوعاء المعرفي، بنشر الذعر والنصب والاحتيال وتمرير الصدمات الاجتماعية والنفسية بين الافراد والجماعات عوض التواصل الفعال والانفتاح على الاخر وتعزيز ثقافة الانسان.
فأين مسؤوليتنا لحماية سواء الطفولة البريئة اوالمراهقين كمشاريع اعمدة مجتمع من مخاطر وسائل التواصل هده والتي تحولت الى أداة للتنافر؟
في ظل هده الصورة القاتمة لم تعد وسائل التواصل تخدم الإنسان الحالي بقدر ما أحدثت انحرافا كليا عن سياقها ومسارها، فقد أصبحت ملاذا للمخاطر والعاهات الاجتماعية وفضاءات لتصريف المكبوتات بكل تعقيداتها لدلك يستدعي الأمر من الجهات المسؤولة اصدار قوانين تمنع الأطفال والمراهقين من الولوج الى هده الاقفاص الموقوتة بالمتفجرات؟
ربما قد تكون غايتنا الفضلى من وسائل التواصل الاجتماعي هو مساعدة الطفل والمراهق على تيسير اندماجهم اجتماعيا وتيسير تركيزهم الدهني وتيسير تواصلهم لتحفيز ذكاءهم وحرق مراحل تكوينهم الأكاديمي الا ان عملية التصفح اللامحدود وبدون أي رقابة معتمدة، قد كرس لديهم حالة من الإدمان والتشتت الدهني، هدا دون الحديث عن خطورة تلك التهديدات والصدمات في تلقيهم لصور وخطابات لا تتناسب وفتراتهم العمرية سواء كأطفال او كمراهقين مما يعرضهم اما للاغتصاب او تحريف الاذواق واختياراتهم، انعكاسات مركبة تعكر تحصيلهم المعرفي.
فالأطفال بالتحديد صفحات بيضات تتقبل أي محتوى مما يستدعي الحيطة من أي مصدر غير موثوق سيغير بالقوة مسار سلوكهم وقراراتهم فتسقط الطفولة ضحية هذا المحتوى السلبي الدي لم يخضع لشروط أي علمية عقلانية او مقارنة اجتماعية مما قد يؤدي إلى بروز مشاكل القلق، الاكتئاب ورفع منسوب حالات التنمر الالكتروني، افات تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية وتكون لها لا محالة مضاعفات انية ومستقبلية.
انطلاقا من هده الاخطار كلها الظاهر منها والخفي تصبح الحاجة مستعجلة للاجتهاد في إصدار قوانين لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر مخلفات وسائل التواصل الاجتماعي هده لحماية الطفل ليعيش طفولته الحقيقية وحماية ظروف المراهق النفسية بإصدار قوانين تنظيمية وفرض قيود عمرية للسماح بالدخول إلى هده المنصات.
ربما من الصعب حصر الحل في الرقابة الاهلية بالذات في مجتمعاتنا العربية الإسلامية بل من الأفضل تطوير أدوات تقنية عبر هده المنصات أكثر جدارة تسمح بمراقبة برمجية لأنشطة المرتفقين على الإنترنت.
كما تجدر الإشارة الى ضرورة تدخل مؤسسات المجتمع المدني على الخط لتأهيل الأطفال والمراهقين بدعم المبادرات التي تعزز نشر المحتوى الهادف والمفيد وتوعية المستهلك بالتحفيز على التوعية وتنظيم حملات توعية حول الاستخدام الآمن والمسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي.
ان الأوان لتقوم الجهات المسؤولة على تدبير منصات التواصل الاجتماعي بمجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات لوضع تطبيقات تفرض حدود عمرية فعالة لقبول تسجيل الحساب.
كبرامج التحقق من الهوية والعمر او فحص طلب تقديم معلومات مثل تاريخ الميلاد أو حتى وثائق هوية للتحقق من عمر المستخدم او أنظمة التحقق البيو متري وكدا استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه أو بصمة الإصبع لتأكيد عمر المرتفق، ويمكن الاستعانة باستخدام الذكاء الصناعي للتصنيف العمري للمحتوى واستخدام نظام يصنف المحتوى ويحدد ما هو مناسب لكل فئة عمرية كما يمكن استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحليل السلوك وأنماطه وتحديد فئة المستخدمين تحت السن القانونية دون اغفال رصد ومراقبة بعض المحتويات الضارة وحذفها.
هدا ومن المستحب ان تجتهد هده المؤسسات في خلق منصات جذابة خاصة بالأطفال ذات محتوى معين مدروس بعناية مخصصة توفر مواد تعليمية توعية تثقيفية.
الملاحظ ان التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب توازناً بين الاستفادة من فوائدها لتجنب انعكاساتها السلبية فمن المهم أن تُوضع استراتيجيات وقوانين فعالة لحماية الأطفال والمراهقين وضمان استخدامهم لهذه الوسائل بشكل آمن ومسؤول.
# فهل تطبيق حدود عمرية فعالة على منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية الدولة ام مؤسسات التواصل الاجتماعي؟
#من المستفيد في حالة استخدام منصات التواصل وللتقنيات الحديثة، وكيف الضامن الامن لحماية الأطفال والمراهقين من الأخطار المحتملة؟
#هل الخطورة تأتي من ضعف اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام أجهزة التكنلوجيا الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة؟