الأستاذ جمال الحداوي ينقل لكن قصة مؤلمة من الواقع المعاش

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

 

بالفعل إنه مشهد مؤثر جدا ومؤلم، يهز الإنسان من الأعماق، منظر امي رقية وبا علال، عاشا في بستان يعملان عند صاحبه بإحدى البوادي (بمنطقة تدعى آيت بوهو بالخميسات) لمدة تفوق الستين عاما ،على أكبر تقدير، من الممكن أن يكونا قد التحقا بهذا العمل في مرحلة الشباب وفي بداية زواجهما،

كيف عرفت بالأمر، في يوم مشمس ،طلب مني أحد معارفي ان أرافقه الى البستان لكي نحمل الغذاء لأمي رقية وبا علال، فقلت لصاحبي،، لماذا تحمل لهما الطعام، فالبستان مليء بالخضر والفاكهة ألا يطبخان،،،،
فأجاب لا يطبخان، لأنهما قد بلغا من الكبر عتيا ،وحتى بصرهما قد قل وضعف بشكل كبير …
حزنت كثيرا لحالهما وقلت كمن يحتج أليس لهما أولاد؟
فأجابني بانفعال،، كل واحد من الأولاد شق طريقه لنفسه وانشغل مع ظروف حياته ..

مشينا في طريقنا وانا أقول في قرارة نفسي، اية ظروف هاته التي تجعل الأبناء ينسون والديهم ويتخلون عنهم في أصعب الظروف واشدها قساوة ..
وصلنا الى البستان ،فوقع بصري على شبحين مرتميين على حصير، أمام باب كوخ عتيق ،يتلقيان اشعة الشمس، وبالقرب منهما بعض الدجاج والكتاكيت ،لعلهم الأنيس الوحيد لهما، مع صوت العصافير طبعا ،لم اقو على التحكم في دموعي التي تساقطت وبمرارة، وانا افكر في حالهما ،بل اكثر من هذا ،تخيلت نفسي مكانهما ،بل ذهب فكري الى اني اعتبرتها والدي ،فاقتربت منهما أكثر وقال صاحبي، الغذاء جاهز ،ثم دخل وسط الكوخ وأحضر صحنا، فقالت أمي رقية لقد نظفت الصحون والأواني قبل قليل، وقال با علال،، واش تكلم الظهر ،ولا مزال ،،فقلت بعد دقائق معدودات ان شاء الله ،فقال با علال نحن نتيمم، فقلت يا با علال الحمد لله والشكر لله الدين يسر وليس عسرا، سوف نتوضا السيد خالد وأنا وبعد الأذان ،انشاء نصلي جماعة وبينما نحن نتحدث بشكل بطيء اذن المؤذن فقال باعلال *رقية خذي الدرا ديالك ديال الحج والتيمم *ثم اضاف ،أنا نقيم الصلاة واحد منكم يصلي ببنا
شرع باعلال في إقامة الصلاة، فدفعني خالد الى الأمام ، صلينا ولله الحمد جميعا و بعد انتهاء الفريضة و الدعاء قال امي رقية مرحبا بكما فقلت بالصحة والعافية فشرعت أمي رقية تقول هاذ الجنان اولدي من زمان مادخلو انسان وقت لغذا واخرج منو جيعان، فقلت الله اقوي الخير امي رقية فقال با علال امك رقية كل عشي تبكي علي وتكول لي الى سبقتني لمن تخليني تكول لها لك الله لي خلقنا يا مسكينة ،تأثرت كثيرا وتساقطت مني دمعتان على الصحن، فلاحظهما با علال وقال مبتسما الدموع مزيانين املحين المرق كتجينا نقص ملحا حيث عارفين فينا السكر اوعندنا الطانسيو.
يالله ما أطيب هؤلاء الناس رغم تقدمهما في السن مازالا يحافظان على الصلاة في وقتها ورغم المرض، مازالا يحسان بالمرح والدعابة فتوكلهما على الله وحده لأشريك له اقوى واعظم واقوى من كل شيء،،،
بعد أسبوع اضطررت الى السفر لأغراض صحية، فاتصل بي خالد هاتفيا واخبرني بوفاة مي رقية يوم الخميس ،وبعد أربعة أيام من وفاتها التحق بها باعلال الى عفو الله ورحمته ،فاللهم اسكنها فسيح جناتك يارب العالمين ياارحم الراحمين وارحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين والحقنا بهم مسلمين تائبين طائعين واحشرنا في زمرة خير الأنام سيدنا محمد مع الانبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والصديقين وحسن اولئك رفيقا
اللهم أمين يارب العالمين
قصة من صميم الواقع
لمسة الاستاذ جمال الحداوي الخميسات

، يهز الإنسان من الأعماق، منظر امي رقية وبا علال، عاشا في بستان يعملان عند صاحبه بإحدى البوادي (بمنطقة تدعى آيت بوهو بالخميسات) لمدة تفوق الستين عاما ،على أكبر تقدير، من الممكن أن يكونا قد التحقا بهذا العمل في مرحلة الشباب وفي بداية زواجهما،

كيف عرفت بالأمر، في يوم مشمس ،طلب مني أحد معارفي ان أرافقه الى البستان لكي نحمل الغذاء لأمي رقية وبا علال، فقلت لصاحبي،، لماذا تحمل لهما الطعام، فالبستان مليء بالخضر والفاكهة ألا يطبخان،،،،

فأجاب لا يطبخان، لأنهما قد بلغا من الكبر عتيا ،وحتى بصرهما قد قل وضعف بشكل كبير …

حزنت كثيرا لحالهما وقلت كمن يحتج أليس لهما أولاد؟

فأجابني بانفعال،، كل واحد من الأولاد شق طريقه لنفسه وانشغل مع ظروف حياته ..

مشينا في طريقنا وانا أقول في قرارة نفسي، اية ظروف هاته التي تجعل الأبناء ينسون والديهم ويتخلون عنهم في أصعب الظروف واشدها قساوة ..

وصلنا الى البستان ،فوقع بصري على شبحين مرتميين على حصير، أمام باب كوخ عتيق ،يتلقيان اشعة الشمس، وبالقرب منهما بعض الدجاج والكتاكيت لعلهم الأنيس الوحيد لهما، مع صوت العصافير طبعا ،لم اقو على التحكم في دموعي التي تساقطت وبمرارة، وانا افكر في حالهما ،بل اكثر من هذا ،تخيلت نفسي مكانهما ،بل ذهب فكري الى اني اعتبرتها والدي ،فاقتربت منهما أكثر وقال صاحبي، الغذاء جاهز ،ثم دخل وسط الكوخ وأحضر صحنا، فقالت أمي رقية لقد نظفت الصحون والأواني قبل قليل، وقال با علال،، واش تكلم الظهر ،ولا مزال ،،فقلت بعد دقائق معدودات ان شاء الله ،فقال با علال نحن نتيمم، فقلت يا با علال الحمد لله والشكر لله الدين يسر وليس عسرا، سوف نتوضا السيد خالد وأنا وبعد الأذان ،انشاء نصلي جماعة وبينما نحن نتحدث بشكل بطيء اذن المؤذن فقال باعلال *رقية خذي الدرا ديالك ديال الحج والتيمم *ثم اضاف ،أنا نقيم الصلاة واحد منكم يصلي ببنا

شرع باعلال في إقامة الصلاة، فدفعني خالد الى الأمام ، صلينا ولله الحمد جميعا و بعد انتهاء الفريضة و الدعاء قال امي رقية مرحبا بكما فقلت بالصحة والعافية فشرعت أمي رقية تقول هاذ الجنان اولدي من زمان مادخلو انسان وقت لغذا واخرج منو جيعان، فقلت الله اقوي الخير امي رقية فقال با علال امك رقية كل عشي تبكي علي وتكول لي الى سبقتني لمن تخليني تكول لها لك الله لي خلقنا يا مسكينة ،تأثرت كثيرا وتساقطت مني دمعتان على الصحن، فلاحظهما با علال وقال مبتسما الدموع مزيانين املحين المرق كتجينا نقص ملحا حيث عارفين فينا السكر اوعندنا الطانسيو.

يالله ما أطيب هؤلاء الناس رغم تقدمهما في السن مازالا يحافظان على الصلاة في وقتها ورغم المرض، مازالا يحسان بالمرح والدعابة فتوكلهما على الله وحده لأشريك له اقوى واعظم واقوى من كل شيء،،،

بعد أسبوع اضطررت الى السفر لأغراض صحية، فاتصل بي خالد هاتفيا واخبرني بوفاة مي رقية يوم الخميس ،وبعد أربعة أيام من وفاتها التحق بها باعلال الى عفو الله ورحمته ،فاللهم اسكنها فسيح جناتك يارب العالمين ياارحم الراحمين وارحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين والحقنا بهم مسلمين تائبين طائعين واحشرنا في زمرة خير الأنام سيدنا محمد مع الانبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والصديقين وحسن اولئك رفيقا

اللهم أمين يارب العالمين

قصة من صميم الواقع

لمسة الاستاذ جمال الحداوي الخميسات

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.