البكالوريا وهاجس الإلتحاق بالمدارس ذات الإستقطاب المحدود
يونس راجي
تعود حمى الباكالوريا كلما ظهرت نتائجها ، وكما يقال “عند الإمتحان يعز المرء أو يهان” فقد فرح من نال العز وحزن من كان مصيره الإهانة.
و الإهانة هنا بمعناها المجازي ، هو عدم الإلتحاق بإحدى المدارس ذات الإستقطاب المحدود و إلا سوف لن يجد أمامه سوى الإلتحاق بالجامعة حيث المستقبل مظلم و مجهول .
الأكيد أن شهادة الباكالوريا كتتويج لمسار دراسي طويل وكبوابة ولوج إلى التعليم العالي أو إلى ميدان الشغل.
لم يعد لها بريق ” أيام زمان” أيام كانت الحفلات الصاخبة تقام للحاصل عليها. وتقدم له الهدايا النفيسة.
و يتباهى الأباء بالمعدلات و الميزات التي حصل عليها أبناؤهم أو بناتهم، و تتسابق الصحف من أجل نشر النتائج على أعمدتها، فلم يعد شيء من هذا كله، وأصبحت الباكالوريا مجرد محطة في مسيرة دراسية شاقة، تكلف التلاميذ الجهد الكبير ، و تكلف الأسر نفقات باهضة تعول على أبنائها و بناتها في تعويضها عنها بعد ولوج ميدان الشغل.
وإذا كانت شهادة الباكالوريا فقد بريق أيام زمان، فإنها مع ذلك مازالت تحتفظ بقيمتها العلمية ، باعتبارها تتوج مرحلة دراسية و تفتح آفاقاً أخرى ، وهو ما يجب إقناع الناشئة به ، إزاء الإحباط الذي أصبح يسيطر على بناتنا و أبنائنا، وهم يرون من سبقوهم يستقبلهم الشارع بكل ويلاته، بشهاداتهم الجامعية، و بدبلوماتهم العليا بما فيها تلك المحصل عليها في الخارج ، ماخلق جيل المحبطين.
وهذا ما يتطلب من كل الفرقاء في العملية التعليمية إعادة الإعتبار للباكالوريا، وإعطاءها ولو جزأ من قيمتها القديمة ، لأنها تبقى محطة أساسية و بوابة عبور ضرورية في الحياة الدراسية لكل مواطن.
والعبرة تكون بالحسن ، وعلى الحاصلين على شهادة الباكالوريا اليوم مواصلة عملهم نحو الأفضل ، لأن سوق الشغل أصبح يتطلب مهارات ذات كفاءة ،
ومن كان خارج دائرة الناجحين في المرحلة الأولى فلا يأس مواصلة العمل الجدي، ويمكن إدراك مافات بقليل من الجهد و كثير من التفكير.
حتى يتجنب محن الجامعة حيث الطريق صعب خصوصاً إذا تم حرمان الطالب من المنحة و السكن الجامعي
و هي معانات يعيشها طلبة المغرب العميق حيث ينتهي بهم المسار الدراسي في السنة الأولى حيث يتندر الطلبة بقولهم ما كتعاود غير الصلاة على النبي و السنة الأولى د لافاك .