في حضرة الرياضة المدرسية…لي عندو…عندو
فلاش 24: حميد محدوت
تتواصل منافسات البطولات الوطنية المدرسية بمختلف جهات المملكة في إطار تحقيق مبدأ العدالة المجالية… البداية كانت بالبطولة الوطنية المدرسية للكرة الحديدية والبادنتون بوجدة، ثم الفنون الدفاعية والإبداعية بأكادير، وكرة القدم بتطوان، والعدو الريفي المدرسي بتاحناوت، ثم كرة اليد والكرة الطائرة والرماية بالنبال بفاس ومكناس، والسباق على الطريق بميسور، وفي نهاية هذا الأسبوع عشنا لحظات ممتعة مع البطولة الوطنية المدرسية للكولف بالرباط وكرة السلة بالقنيطرة، وهناك بطولات أخرى مبرمجة في غضون الأيام والأسابيع القادمة… وفي كل بطولة وطنية مدرسية نكتشف مواهب رياضية ومشاريع أبطال واعدة بمهارات تقنية عالية وبسواعد مفتولة…
بالأمس القريب كانت الرياضة المدرسية تقتصر فقط على ألعاب القوى والعدو الريفي وكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، واليوم بدأنا نشاهد بطولات وطنية مدرسية في الكرة الحديدية، والبادنتون والرماية بالنبال، وكرة الطاولة، والگولف، والدراجات، والسباحة، والكرة الطائرة الشاطئية، والشطرنج، والفنون الدفاعية والإبداعية، والريكبي، وغيرها من الرياضات التي يمارسها تلاميذ المؤسسات التعليمية ولو في الصالات والأندية، وتكون البطولات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية فرصة بالنسبة لهم لإبراز قدراتهم ومهاراتهم أمام أعين الجميع، من خلال فضاءات ومنابر إعلامية ومواقع اجتماعية تحظى بمشاهدة ٱلاف العشاق والمتتبعين…
ومن المؤكد أن هذا الكم الهائل من البطولات الوطنية المدرسية المتتالية والمتعبة جدا، والمستوى الذي تقدمه والإنجازات التي تحققها لم تأت هكذا بالصدفة، بل وراءها مفكرون عبقريون ومبدعون متجددون في الجامعة الملكية المغربية المدرسية… ووراءها”كوماندو” بمديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، يشتغل كخلية نحل ليلا ونهارا في التحضير والإعداد المادي والبشري واللوجيستيكي ويسهر على توفير كل الظروف التنظيمية الملائمة من إيواء في الفنادق، وتغذية ونقل وخرجات ثقافية وأنشطة بيئية وفنية، وما يتطلب ذلك من إمكانيات هائلة على جميع المستويات، ووراءها بالأساس قائد “مايسترو” مثقف وخبير في علوم التربية اسمه الدكتور عبد السلام ميلي الرئيس المنتدب للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية… هذا الرجل منذ تعيينه على رأس مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية في مجلس حكومي بتاريخ 21 نونبر 2019، قلب الدنيا في الرياضة المدرسية بعقلية جديدة وتجربة جديدة وتدبير جديد على جميع المستويات، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة، وتتبوأ مكانتها في المحافل القارية والعالمية، بدليل أن المنتخبات الوطنية المغربية المدرسية أضحت مشاركتها عادية جدا في مختلف البطولات الدولية الخارجية، وبالأمس فاز التلميذ جواد خشينة من مديرية الخميسات ببطولة العالم للعدو الريفي المدرسي بسلوفاكيا، وفريق كرة القدم إناث بطلا لإفريقيا، وتنظيم بطولة العالم المدرسية لكرة القدم بالمغرب، وبطولة إفريقيا للكرة الطائرة، وتعيين الأستاذ عبد السلام ميلي عضوا باللجنة العلمية للاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، دون أن ننسى انتخاب الأستاذ يوسف بلقاسمي رئيسا للاتحاد الإفريقي للرياضة المدرسية، وعبد الله ماهر كاتبا عاما له، والٱن يشارك المنتخب الوطني في بطولة العالم للعدو الريفي المدرسي بكينيا… وقريبا سيطير المنتخب الوطني إلى الصين الشعبية للمشاركة في بطولة العالم لكرة القدم المدرسية… بمعنى أن الرياضة المدرسية في العهد الجديد بدأت تشتغل على صناعة الأبطال، وتشق طريقها بثبات في مجال اكتشاف المواهب وإيجاد الخلف في مختلف الألعاب الرياضية…هي بالتأكيد مهمة صعبة ولكن ليست بمستحيلة على وزارة التربية الوطنية، وعلى الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، وأطر مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية الذين يبذلون مجهودات خرافية… لن أذكر الأسماء هنا، فيكفي أن أسماءهم باتت محفوظة في قلب كل تلميذ وتلميذة، وفي قلب كل إطار تربوي وتعليمي على الصعيد الوطني من طنجة إلى الكويرة، بحكم اللقاءات التي يوفرها لهم توالي تنظيم البطولات الوطنية المدرسية بصورة مستمرة…شكرا لكم جميعا ودمتم في خدمة الرياضة المدرسية…