أليس في الأوطان غيرهم …؟!

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بقلم -مهدي اليزيدي

بشيء من الحسرة و الأسى، كتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، مقالة ساخرة بعنوان ” بلاد المطربين … أوطاني “، حكت فيها عن طبيعة مجاملة كانت تستقبل بها من طرف بعض الأشخاص الذين التقت بهم ذات أيام من أيام بداية التسعينات، حيث حطت الرحال بأرض لبنان، إذ كان الواحد من مستقبليها، بمجرد ما يعرف هويتها، يجد فخرا واعتزازا أن يظهر لها على أنه خلص إلى أنها و مغني الراي، الشاب خالد، يتقاسمان نفس الإنتماء الوطني.

وهذه حقيقة لا تنكرها الأديبة ولا نحن معها، غير أن الذي ادهشها و استغربت له، هو لماذا – إن كان لا بد من ذكر شخص ينسب للوطن -، لماذا لم يذكر من هو أولى وأجدر بالذكر؟! أليس في الوطن فضلاء و نبلاء و أخيار؟! أين مفكري و علماء الوطن…؟! أين رجال و زعماء الوطن ؟! أليس في عالم الغناء و الطرب ذاته، ثلة من الذين يستحقون الذكر؟!…

استفهامات و اسئلة استنكارية، املاها الألم و الوجع الحاصل في القلب لمستوى و ثقافة ما يسود و يروج في كل بقاع الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه.

و الذي يحز في النفس أكثر، و يترك أثرا للحرقة فيها، هو أن قاعدة محبي الساقط و الرديء من كل شيء، و الذي تعج به جميع الساحات و الأماكن، ولا تتوانى جهات معينة و فضائيات عدة في عرضه ونشره، على نطاق واسع، ضدا في أهل العلم و المعرفة، و تضييقا على ثقافة القيم و التربية الصالحة، هي قاعدة عريضة تجدها أينما حللت و ارتحلت، تهلل به، و تصفق له، وتفتخر به، إلى درجة الدفاع عنه و الانتصار له و السير على هداه، مما يجعل فئة واسعة من الشباب تسعى جاهدة، بدون بصيرة و لا دراية و لا وعي، إلى بلوغ مكانة و درجة أهل الميدان و الذي لا ينحصر في الغناء و الطرب بل يمتد إلى مجالات عدة، على أساس ان ذلك إحدى مظاهر التحضر و التمدن و مواكبة ثقافة العصر، حيث يبدأ المشوار بتقليد النجوم شكلا و مضمونا لينتهي الأمر إما بالنجاح و إما بالفشل وكل ذلك وفقا لمقياس وأهواء من هم داخل دائرة الميدان.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.