أفريلي مهدي يتحدث : داء المحتويات التافهة يهدد السلامة الفكرية للأطفال والبالغين
فلاش 24 – أفريلي مهدي
أضحت وسائل التواصل الاجتماعي، تعج بمحتويات مقرفة وتافهة يجني منها الأشخاص أموالا طائلة في مقابل تسويق تفاهتهم وأفكارهم التي يمكن اعتبارها نتاجا لانحطاط فكري وتربوي غريب وبعيد كل البعد عن سلوكاتنا كمسلمين وكمغاربة .
1-هل الحاجة إلى المال دفعت ببعض الأشخاص إلى تشويه سمعتهم بأنفسهم ؟
في ظل الأرباح المالية التي يجنيها هؤلاء من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي من نسب المشاهدات المرتفعة التي يحققونها، وطمعا في حصد الكثير من الأموال لجأ البعض إلى الشروع في تقديم محتويات مخلة بالحياء أو ما أضحى معروفا “بروتيني اليومي” ، حيت نجد النساء يقمن بعرض مفاتنهن الجسدية بلباس وحركات مثيرة تسيل لعاب المتابعين ،مما جعل هذا الصنف من المحتوى المخل بالحياء يستقطب متتبعين بأعداد هائلة، وذلك نظرا للإغراءات الجسدية التي تتضمنها الفيديوهات .
ولكن ما يحز في النفس هو أن الأرباح المالية التي تحققها هذه الفيديوهات دفعت البعض إلى التخلي عن رجولته وجعل زوجته محتوى مثير طعما في دريهمات “الأدسنس” التي تأتي بدون تعب أو مجهود .
2-كيف تطورت التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
حينما صنعت التفاهة قاعدة جماهيرية عريضة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، فكر صناع هذه المحتويات التافهة في كيفية ضمان الاستمرارية والحفاظ على الجماهير العريضة، الذين باتوا من الزبناء الأوفياء للتفاهة ،اضطروا إلى ابتكار تحديات غريبة والتنافس في القيام بها ،فهناك من جرب القيام بأكل أشياء غريبة موهما نفسه بتحقيق إنجاز عظيم بعد حصده لنسب مشاهدات عالية ، فيما قام بعضهم بافتعال صراعات وهمية مع تافه آخر وتبادل السب والتظاهر بالغضب والاستياء لجعل المتابعين ينتظرون الرد من الطرف الآخر .
ولم يقف الأمر بهم عند هذا الحد ،بل أضحينا نرى صراعات عائلية وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي طمعا في المشاهدات وأموال” الأدسنس ” فهناك من يتظاهر بأنه على وشك الطلاق مع زوجته ،فيما اجتهد آخرون وقاموا بإقحام عائلة بأكملها في صراعات وهمية عبر مواقع التواصل لتحقيق نسب مشاهدات عالية، ويعد هذا الصنف الذي سنذكره في السطور القادمة من بين أخطر الأصناف في عالم صناع التفاهة.
وهذا الصنف هو الذي ينتمي لتلك الفئة التي ظهرت مؤخرا في فيديوهات مثيرة خلقت جدلا واسعا حيت أظهرت مقاطع فيديو أشخاص بتصرفات غريبة منهم فتاة كانت تصيح بطريقة جنونية :” أنا سمكة أنا سمكة “،لترد عليها صانعة محتوى أخرى بنفس الطريقة باللغة العامية : “أنا مقلة انا مقلة “، ليجد التافهين أنفسهم يجتهدون في التنافس لنشر تفاهتهم التي صنعت لهم مستقبلا وأكسبتهم أموالا فاقت سقف التوقعات.
3- مامدى تأثير هذه المحتويات التافهة على الأطفال بصفة خاصة وعلى البالغين بصفة عامة ؟
من ابرز مخاطر التفاهة، وقوع الأطفال ضحية لهؤلاء التافهين ،حيت يقع الأطفال في فخ تقليد هؤلاء في طريقة حوارهم وتفكيرهم بل حتى إن بعض الأطفال قد يتخذونهم قدوة في الحياة مما يؤثر سلبا على تفكيرهم وعلى تربيتهم وعلى ثقافتهم ،فالمحتوى التافه من شأنه هدم دور المدارس التي تسهر على نشر المعرفة والثقافة والقيم والأخلاق لأن التفاهة قائمة على الانحلال الخلقي والجهل والرداءة ، وهنا وجب بأن ندق جرس الخطر لأننا بحاجة ماسة إلى جيل مثقف وجيل يتحلى بأخلاق عالية وتربية أصيلة ،ولسنا بحاجة إلى جيل يرقص في ” التيكتوك ” ويتلفظ بألفاظ نابية ويعكس صورة سيئة عن المواطن المغربي أو المواطنة المغربية وفيما يخص البالغين فقد أضحى البعض أيضا يسلك نفس الطريق لكسب المال تحت ذريعة البطالة أو الأجر الشهري الضئيل .
4-ما رأي بعض المواطنين في هؤلاء ؟
بعد الضجة الأخيرة التي قام بها صناع المحتويات التافهة ،قامت “جريدة فلاش 24 الإلكترونية “، بإنجاز روبرتاج مصور بالشارع العام أنجزه مهدي أفريلي في مدينة الدار البيضاء ،حول موضوع “محتوى التيكتوك المثير للجدل “، الذي عبر من خلاله بعض المواطنين الذين تم استفسارهم حول الموضوع عن استيائهم وعدم رضاهم من هذه المحتويات التي أضحت منتشرة بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي .
بل وقد طالب البعض بإغلاق منصة ” التيكتوك” نظرا الفيديوهات التي تتضمن سلوكات بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وعن هويتنا وعن مجتمعنا وعن ديننا.