أزمة العطش تخرج سكان جماعة انجيل للاحتجاج على مسؤولي إقليم بولمان.
ك.بوطيب
علم من مصادر مطلعة ، أن مسيرة احتجاجية لساكنة ” دوار عسلوج” التابع لجماعة إنجيل إختارن الواقع بإقليم بولمان ،خرجت يوم أمس الإثنين 18 يوليوز الجاري مشيا على الأقدام للاحتجاج نحو مقر عمالة إقليم بولمان الكائن بمدينة ميسور على بعد حوالي 80 كيلومتر.
وقد عرفت المسيرة الاحتجاجية الأولى من نوعها مشاركة العشرات من المحتجين، وفي مقدمتهم نساء وأطفال إلى جانب بعض رجال القرية، مطالبين بمد ساكنة الدوار بالماء الصالح للشرب، بعد أن تبخرت الوعود التي ظل يقدمها المسؤولون والمنتخبون للساكنة طيلة سنوات مضت تبعا لتصريح أحد المحتجين.
وأشار المحتجون إلى أنهم أجروا العديد من الاتصالات بمسؤولي عمالة إقليم بولمان ، وبمنتخبي الجماعة الترابية لانجيل إختارن وأنجيل آيت لحسن وبقيادة المنطقة، دون أن يتوصلوا إلى حل لحد الآن…يضيف المحتج “المسؤولين على الإقليم كيشربوا سيدي علي وسيدي حرام….!؟
وقال أحد المحتجون، إن المسيرة انطلقت بمبادرة من نساء القرية، بعد أن طال صبرهن، مضيفا بأن بعض رجال القرية بذلوا جهود حثيثة لثنيهم عن الخروج للاحتجاج دون أن يتمكنوا من ذلك، علما أن النساء هن من يتحملن مشاق جلب الماء الصالح للشرب لمسافات بعيدة. فضلا عن أن المياه يتم جلبها من طرف الساكنة من السد الدي أنشئ قبل حوالي 30 سنة ، خصيصا تحت الطلب لسقي ضيعة مسؤول سامي من أبناء المنطقة تعاقب على عدة حقائب وزارية دون أن يقدم أي خدمة لبلدته التي أنجبته.
وأكد مصدرنا ،على أن الساكنة ضاقت ذرعا من محاولة الوصول لعامل الإقليم الذي يتهرب من مواجهتهم في أكثر من فرصة ، ومن اللامبالاة التي تقابل شكاياتهم المتواصلة ما يمنعهم من الحصول على أية إجابة واضحة تشفي غليل الأسر المتضررة.
ومن جهته، أكد المتحدث بأن الساكنة تنتظر لقاء تواصلي مزعوم في الأيام القليلة المقبلة، مع أحد مسؤولي عمالة إقليم بولمان ،أو أحد البرلمانيين الأشباح الدي وعد باستقبال ممثلي الدوار المتضرر بأحد حانات الرباط العاصمة لتوضيح مطالبهم ودراستها.
وقال المدون والفاعل الجمعوي إكرام العلاوي في تغريدة له على صفحة بولمان بريس ” أبدأ هذا المقال بسؤال غير مكتمل، كما هي بلدتي التي ينخر الفقر و الجفاف تفاصيل جغرافيتها الخلابة، كأنها طفلة زفت في عقدها الثاني لم تلامس أحلامها بعد، لكن هذه المرة عريسها ليس يكون شيئا سوى الجفااااف وانعدام الموارد المائية بهاته البلدة. و النتيجة تكون تلاشي و تراجع على كل المستويات، لكن كيف يعقل لبلدة حبلى بكم مهم من الموارد البشرية أن تعاني من عدم توفر مياه بها؟؟ هل يكفيها من الفقر شيئا حتى يكتمل عناءها بنذرة الذهب الازرق؟ أليس هو أساس الإستمرار والحياة؟.
وها هي اليوم تستغيث طلبا لقطرة تروي شرايينها وتعيد لها لونها الأخضر، مياه صالحة للشرب هو مطلب ساكنة عشلوج، أ يصرخون طلبا لحق دون غيره. يقفون جسدا واحدا، صوتا واحدا وأياد كثيرة تأبى حمل المزيد من المياه لمسافات طويلة.
اليوم لست أحمل أحدا مسؤولية ما آلت عليه حال بلدتي، بل أقف بجانبها أكشف عما بها كغيري من الشباب الغيور أطمح أن أراها تقبل الاخضرار مرة أخرى. أن تحتضن الحياة، أن أستظل تحت شجرها الشامخ، و أن أنتعش برحيق مياهها العذبة. ماذا لو؟ ماذا لو لمرة واحدة فقط لا تطبق سياسة الأذان الصمااااء من قبل الأشخاص المعنية، فلنضع عليها بعض مستحضرات التجميل و نقول ماذا لو تطبق سياسية الآذان الصاغية و الأيدي الممدودة و الضمائر الحية و ليقم كل مسؤول بواجبه، وليعطي لكل ذي حق حقه، فنحن لسنا نضع أيدينا أسفلا لتوسل أحد ما، هذا حق و هاته ساكنة تحارب لانتزاعه. هو مطلب، يقترن تحقيقه بمدى تلاحم أبناء هاته البلدة، هو حلم كل امرأة تشققت أصابعها وهي تحاول سقي صغار ينتظرونها عطشى بالبيت، صغار يحفظون طريق “العين” أكثر من حفظهم لعديات حول الطفولة، هي صنابير جافة يغزو الصدأ مجاريها، وهي فرحة عجوز وحيدة نخر المرض والتعب جسدها وطال انتظارها وخوفها من الموت عطشى و وحيدة. فماذا لو يا أحفاد إيطو تزلماط؟”….انتهى كلام العلاوي.
و للإشارة، فإن مشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب وندرة المياه العادية لا تقتصر على “دوار عشلوج” فقط ، حيث تعاني العشرات من دواوير الإقليم من هذه الأزمة التي تتفاقم مع اقتراب فصل الصيف، وكذا كمية المياه المهمة التي تستنزفها الفرش المائية لسقي ضيعة المسؤول الكبير التي أنشأها “أيام الغفلة” بأرض جماعية رغما عن المنتسبين من دوي الحقوق.
وشدّد المحتجون على ضرورة “إسراع السلطات، بفتح أبواب الحوار مع الساكنة المتضررة، من أجل الاستماع إليهم، في أفق إيجاد حلول عاجلة وفعالة لتمتيعهم بحقهم في الحصول على هذه المادة الحيوية، وعدم التواطؤ مع كل من يعرقل مصالح الساكنة، والتوقف عن الانتقام السياسي”.