سيرو ديرو الخير غير فراسكم”… الوصفة السحرية الجديدة لرئيس جماعة “عين عائشة” لحل مشاكل المواطنين!
عادل عزيزي
مرة أخرى، تسطع جماعة “عين عائشة” من جديد، لا بإنجازاتها أو مشاريعها التنموية، بل بتصريحات رئيسها الذي راكم أكثر من ثلاثة عقود من “الخبرة” في تسيير الشأن المحلي، التي تستحق أن تدرس في معاهد “فن اللامسؤولية”.
فخلال وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة نظمها مواطنون من دواوير توانسة الهواتي، أولاد يوسف، المصلاة، والمناع..، خرج الرئيس عن صمته ليخلد مقولة تستحق دخول أرشيف سياسة التدبير المحلي، “سيرو ديرو الخير غير فراسكم، اللي عندو شي شغال يمشي يقضيه”
نعم، لا تستغربوا، هذه ليست نكتة سياسية، بل برنامج عمل جماعي جديد، ابتكرها رئيس جماعة عين عائشة، توحي على ذكاء مدهش مع شكايات و مطالب المواطنين وتحويلها إلى “نكات” و “طرائف”، وتخلص أيضا لتجربة دامت أزيد من 30 سنة على رئاسة الجماعة.
ليعلن عن ميلاد رؤية جديدة في الحكامة المحلية، يمكن تسميتها بـ “التنمية على طريقة دير الخير فراسك”، حيث تختزل المسؤولية الجماعية في مبادرات فردية، ويتحول المواطن من صاحب حق إلى متطوع دائم لخدمة نفسه.
الطريق غير معبدة؟ بسيطة..!، “سير دير الخير غير فراسك”…، خذ معولك وافتحها بنفسك، فالجماعة تؤمن بأن الطريق إلى التنمية يمر عبر الجهد الشخصي، لا عبر الآليات وميزانيات الجماعة.
الماء الصالح للشرب..؟ متوفر..!، “سير دير الخير غير فراسك”…، احفر بئرا في فناء بيتك، وادع الجيران لتجريب الماء بعد المطر، ففيه “بركة” أكثر من كل مشاريع الشركة متعدد الخدمات.
النقل المدرسي؟ لا حاجة له..!، “سير دير الخير غير فراسك”…، اشترِ حمارا عام أبناءك الركوب عليه أو درب أبناءك على المشي، فالمشي رياضة مفيدة وأرخص من البنزين.
بهذه الفلسفة العجيبة، ابتكر رئيس جماعة عين عائشة نظرية تنموية تستحق براءة اختراع، استطاع أن ينجز ما لم تنجزه الحكومات، جعل المواطنين يفكرون في حل مشاكل التنمية بأنفسهم، دون ميزانية، دون مشاريع، دون حتى جرافة واحدة!
ثلاثون سنة من التسيير كانت كافية ليحول الرجل جماعته إلى مختبر للركود التنموي، وإلى مسرح تتكرر فيه نفس المشاهد، احتجاجات، وعود، صمت، ثم جملة خالدة جديدة تضاف إلى الأرشيف المحلي،”سيروديرو الخير غير فراسكم، اللي عندو شي شغال يمشي يقضيه”.
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نهنئ السيد الرئيس على اختراعه المذهل،
تنمية بلا مشاريع، ميزانية بلا دراهم، وجماعة بلا مسؤوليات!
أما المحتجون من دواوير جماعة عين عائشة، فربما آن لهم أن يدركوا أن زمن “الشكايات” انتهى…
وجاء زمن “دير الخير غير فراسك”، فالرئيس قد فعل ما بوسعه لأزيد من ثلاثين سنة!