المواطن التاوناتي تغير.

0 1٬753

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عادل عزيزي

فقط من منحه الله نعمة البصيرة، هو القادر على التقاط التفاصيل الصغيرة، على تمييز النبرة المختنقة في الصوت، قراءة نظرة العين المنكسرة، فهم رمزية الصمت في المجالس، وصوت الغضب الهادئ الجاري في العروق… الحقيقة التي بات يدركها كل ذي بصيرة في هذا الإقليم، المواطن التاوناتي تغير.

ما أقرأه في تدوينات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أسمعه في المقاهي، وما ألمسه في نظرات الناس في الأسواق والمساجد والطرقات، كلها تشي بأن ساكنة تاونات لم تعد كما كانت، لم تعد تقبل بالخطابات الجاهزة، ولا عن المشاريع المستقبلية التي لا تأتي، ولا عن الطريق الذي سيفك العزلة، لأنها ببساطة جربة الانتظار حتى التعب، نعم، هذه ليست أزمة قطاع واحد..

ليست مشكلة طريق لم تعبد..

أو مدرسة آيلة للسقوط..

الأزمة في العمق،

أزمة إدارة..

أزمة مشروع..

أزمة عدالة مجالية..

أزمة كرامة لا تصان..

أزمة انتماء صادق..

ساكنة تاونات لم تعد تخدع بفكرة أن الوضع سيتغير، لأنها صارت تعلم أن الكرامة لا تقارن، بل تصان. المواطن التاوناتي تغير، لم يعد ذاك الساذج الذي يصفق لأجل قفة رمضان، ولا ذاك الذي يصف طوابير الانتظار بأنها “قدر جميل”، ولا ذاك الذي يفتخر بمسؤول يتعاطف معه أمام الكاميرات ثم ينسى كل شيء بعد التصوير.

أبناء تاونات تغيروا، لم يعودوا يقبلون بسماسرة الانتخابات الذين تآكلوا على موائد الولائم، ولا بأعيان السياسة الذين لم يقدموا شيئا سوى الوعود الفارغة..، المواطن أصبح يفرق بين من يخدم الوطن، ومن يخدم نفسه..

المواطن كشف كل شيء، وعرف كل شيء، فلا يجوز أن تدار ملفات التنمية كما كانت تدار في السابق.. وبالتالي لا يجوز أن يعامل التاوناتي على أنه، البسيط، الساذج، الراضي، الخائف، القانع و الخجول. التاوناتي تغير، كل يوم يتغير، لم يعد يقبل بالمسؤولين المزيفين ، ولا برموز الفساد الذين أتخموا وأتخمت ذرياتهم من خبز ودم هذه الشعب من شتى الأصول والمنابت..

أبناء تاونات قرأوا الواقع جيدا، وفهموا أن التنمية مجرد “برامج ورقية” توزع في نشرات الأخبار، لا تصل إلى الجبال والسهول والقرى إلا بالمواقف.

اليوم، لم يعد التاوناتي يقبل أن يخير بين العزلة أو التهميش..، بين الفقر والإقصاء..، لم يعد هناك رصيد لا ينفد لأي وجه سياسي، أو منتخب أبدي، أو مسؤول معين، كل الرصيد الشعبي قابل للنفاد، لأن..

الصبر نفد..

والصمت نفد..

وخزان الأمل نفد..

المواطن تغير، لم تعد تغريه الخطابات ولا تخدعه الصور، يقول لكم، غيروا طريقة تعاملكم معه،

احترموا وعيه..

اخدموه بصدق..

استمعوا لغضبه بدل أن تخيفوه..

فـالتاوناتي تغير..

وما بعد هذا التغير، لن يكون كما قبله..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.