خريف السياسة “ساخن” يعيشه إقليم تاونات هذه الأيام..

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عادل عزيزي

لكلّ زمان خريفه، وللسياسة خريفها، وإذا كان خريف الأشجار يدفع بأوراقها إلى الاصفرار والسقوط، فخريف السياسة أشدّ قسوة ومرارة، ولا يكتفي بسقوط الأوراق بل يأخذ مَن رسم على الأوراق أو حملها وتاجر بها الى غياهب الظلام.

الفساد مثل أوراق الشجرة اليابسة تنهك الشجرة دون فائدة ويأتي فصل الخريف لتهب الرياح وتقتلع تلك الاوراق اليابسة لتخفف الاحمال من الشجرة وتحافظ على غذاء واحتياجات الشجرة من التبديد والضياع فتتساقط على الارض لتجرفها الرياح بعيداً عن الشجرة وتتوارى تحت التراب في مناطق بعيده عن الشجرة .

بمتابعة ما يحصل في إقليم تاونات ربما تكون رياح التغيير للتصحيح ومكافحة الفساد قد بدأت تهب بعد جهود مضنية لاستعادة الإقليم أنفاسه التي خنقها الفساد والذي كاد يتنفس، أصبح اليوم ليس فقط يتنفس بل ويقذف برياحه الفاسدين ليتساقطوا خلف قضبان العدالة .

انتشرت أخيرا، منشورات على بعض الجرائد الوطنية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث مروجوها عما أسموه “تقارير سوداء” تم إعدادها في حق وجوه سياسية بارزة في إقليم تاونات، فيما ما زالت الأبحاث جارية بخصوص ملفات أخرى.

هذه المنشورات ذكرت بالواضح وبالمرموز شخصيات سياسية محلية، وبرلمانيين ورؤساء جماعات، وموظفين ومقاولين، واتهمتهم بأمور خطيرة، هذا ومن المنتظر أن تعرف هذه القضية تطورات مثيرة في الأيام القليلة المقبلة.

يبدو أن رياح الخريف السياسي بدأت ولن تتوقف ولن يستطيع أحد أن يقف بتحدي أمام هذه الرياح، وهل هناك من يتحدى رياح الخريف.

 

قبل شهر أكتوبر، توجه عدد من الأعضاء بجماعات محلية بالإقليم نحو تطبيق المادة 70 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية، التي ترتبط أساسا بإمكانية تقديم ملتمس استقالة الرئيس بمناسبة مرور 3 سنوات على تكوين المجالس المحلية بناء على انتخابات 8 شتنبر 2021 وتأسيس تركيبة المجالس بين أغلبية ومعارضة ” عين عائشة، مزراوة ، بني سنوس”.

و كان قد توجه عامل الإقليم صالح الدحا، نحو تفعيل مسطرة إعفاء إسماعيل الهاني، رئيس المجلس الجماعي لقرية بامحمد، بعدما كان قد توصل الهاني، باستفسار من عامل إقليم تاونات يطالبه فيه بتوضيحات كتابية حول مجموعة من الملاحظات والممارسات المرتكبة حول مجموعة من الملاحظات بناء على لجن الافتحاص وكذلك شكايات بعض الستشارين، كلّ هذه الحوادث تكشف أنّنا نعيش خريف السياسة بإقليم تاونات.. خريف ستتساقط فيه أوراق كثيرة.

يتزامن هذا الخريف بالإقليم مع حملة “غير مسبوقة” جرّت منتخبين ومسؤولين سياسيين إلى ردهات المحاكم، ومنها إلى زنازين السجون، في ملفات تتعلق في جوهرها بالفساد وتبديد المال العام واختلاسه، وهو الأمر الذي كانت الحركة المذكورة خرجت للقطع معه.

بالأمس القريب كانوا في مراكز القرار، غير أن الوضع بالنسبة لبعض السياسيين انقلب هذه السنة رأسا على عقب ويتواجدون حاليا في زنازين “عكاشة” و”العرجات” و “الزليليك”، بتهم مختلفة، لكن المعطى واحد، هو أن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وربط المسؤولية بالمحاسبة بالرغم عن مكانة المتابعين، تؤكد أن سلطة القانون فوق الجميع.

المطلوب اليوم هو تطهير الحقل السياسي بإقليم من مختلف الظواهر التي تسيء إليه، مع إحداث نوع من الربط الجدلي بين محاربة الفساد والديمقراطية؛ ذلك أن الوصول إلى هذه الأخيرة يتطلب إشاعة الحريات العامة وحفظ كرامة المواطن.

وامام هذه التطورات يتساءل عدد من المهتمين إلى أي حد ستذهب عملية التطهير..؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.