خطير.. حجز لحوم موبوءة بداء السل بمجزرة مدينة تاونات 

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

متابعة : عادل عزيزي

للمرة الرابعة على التوالي في ظرف مدة قصيرة جدا ووسط تكتم كبير، قامت المصالح البيطرية بمدينة تاونات في بداية الأسبوع الماضي بحجز كمية كبيرة من لحوم البقر “عجل كامل”، بالمجزرة الجماعية للمدينة، بعدما تبين أنها مصابة بداء السل، في حين كانت تشد طريقها للترويج في محلات بيع اللحم، قبل أن يتقرر إحراقها.

ووفق مصادر متطابقة فإن المصالح المختصة فتحت تحقيقاتها مع صاحب البضاعة المحجوزة، لتحديد ظروف وملابسات هذا الفعل، كما تم أخذ عينة من اللحوم لإجراء التحاليل عليها، التي أثبتت إصابتها بوباء السل وبالتالي عدم صلاحيتها للاستهلاك، الشيء الذي أثار قلق السكان و زاد من حالة الترقب قبيل قرب عيد الأضحى المبارك، ربما تكون حالات فردية و ليست ظاهرة عامة بالمدينة، لكن السؤال المطروح هنا عن مدى مراقبة الجهات المعنية للضيعات الفلاحية و خصوصا اللحوم التي تم إتلافها كانت لعجول مرقمة..؟

وأفادت ذات المصادر أن المعاينة البيطرية التي تمت بالمجزرة المعنية، أشرفت عليها لجنة تضمنت ممثلي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والمكتب الجماعي لحفظ الصحة لمدينة تاونات بتعاون مع السلطة المحلية.

و في تصريح لجريدة” فلاش 24″ قال طبيب بيطري إن الأبقار التي يتبين أنها مصابة بداء السل يجب أن يمنع بيع لحومها و حليبها، لأنها تشكل خطرا على المواطنين فانتقال الداء يكون عبر الحليب أو اللحوم.

و دعا الطبيب البيطري المسؤولين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاصرة انتشار المرض، خاصة لما يمكن أن يكون له من تداعيات سلبية على صحة المواطنين باعتبار أن غالبية الحليب و اللبن الذي يباع على جنبات الطرقات أو بنقط بيع الحليب تكون غير معقمة.

كما دعا الطبيب البيطري المسؤولين الصحيين إلى القيام بحملات للتوعية بين الفلاحين وللكشف عن الأبقار، لأن انتشار الداء في تزايد مستمر، في الوقت الذي تتكتم المندوبية الإقليمية للصحة عن الموضوع.

كما حث الطبيب البيطري المواطنين الى اقتناء اللحوم التي تحمل طابعا رسميا لتفادي اقتناء لحوم مريضة، مشددا على دور الجماعات في الرقابة على المسالخ التي لا تستجيب للمقاييس الصحية و التصدي للمسالخ العشوائية، كما لفت إلى أن الرقابة على المسالخ من شأنها أن تحمي المواطن من عديد الأمراض المنقولة من الحيوان.

و أكد الطبيب أن هناك مخاطر حقيقية تتعلق بإمكانية الإصابة بالسل خارج الرئتين الناجم عن زيادة استهلاك الحليب غير المعقم و مشتقاته، و أشار كذلك بان الألبان غير المعقمة سبب رئيسي للإصابة بالسل و يمكن أن تؤدي الى الإصابة ببعض الأمراض مثل السل البقري و الحمى اللذين يسببان مضاعفات صحية خطيرة.

أما بخصوص انتقال عدوى المرض للإنسان فقد أظهرت دراسة مغربية أن الحليب الخام الذي لم يتم تعقيمه له أضرار وخيمة على الصحة، قد تصل إلى حد الموت.

الدراسة التي أعدها فريق قسم علم الأمراض والسموم الغذائية بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، بحثت في كيفية تهديد القطاع غير المهيكل لترويج وبيع الحليب السلامة الصحية، إذ “لا يخضع المنتج لأي علاج، وبالتالي يشكل مخاطر جسيمة على صحة المستهلك”.

وقالت الدراسة إن الحليب الذي يباع بطرق عشوائية ومشتقاته قد يشملان بكتيريا من أجناس « Salmonella sp » و « Escherichia col » و « Staphylococcus aureus » و « Listeria monocytogenes »، “التي يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء مثل الحمى والقيء والإسهال والفشل الكلوي المحتمل والإجهاض والموت”.

و جدير بالذكر، يعتبر مرض السل عند الأبقار في المغرب مرضًا معديًا بموجب الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 292-75-1 الصادر بتاريخ 19 شتنبر 1977.

وبالتالي، فهو مرض يستوجب التصريح به ويتطلب تطبيق التدابير الخاصة بالشرطة الصحية البيطرية المنصوص عليها في قرار وزير الفلاحة والصيد البحري رقم 13-837 بتاريخ 08 مارس 2013.

يتم الكشف عن داء السل عند الأبقار عن طريق إثبات حالة حساسية مفرطة تجاه المرض و ذلك من طرف الأطباء البياطرة العامين أو الأطباء البياطرة الخواص الحاصلين على الانتداب الصحي.

وفي خضم هذا الإشكال الذي أصبح يؤرق المواطن أصبح على السلطات المحلية، تشديد الرقابة على اللحوم التي قد تدخل المحلات التجارية بطريقة أو بأخرى، خاصة وأن عدد رؤوس الأبقار و الأغنام التي يتم ذبحها بمجزرة جماعة تاونات معدود على رؤوس الأصابع طيلة الأسبوع، في حين نجد المحلات مليئة باللحوم، وهو ما يطرح سؤالا عريضا عما إذا كانت هذه اللحوم تخضع للمراقبة الطبية أم لحوم لذبائح سرية، الأمر الذي يشكل خطورة واضحة على صحة المواطن، إضافة إلى ما سبق هناك خطر آخر يهدد صحة المواطن التاوناتي، والذي يتمثل في بائعي الحليب البلدي واللبن و الزبدة بشوارع المدينة، بدورهم يجب إخضاع منتجاتهم المحلية لمراقبة طبية شديد، مخافة انتقال هذا المرض الخطير الذي انتشر بشكل مخيف في الأشهر الأخيرة “سل البقر” والذي ينتقل بشكل كبير من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الحليب وباقي مشتقاته كما اللحوم طبعا.

ويبقى مرض السل عند البقر واحدا من أخطر الأمراض التي تصيب البقر ويمكن أن يصيب الإنسان أيضا حيث أنه مرض معدي ومشترك بين الإنسان والحيوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.