قلعة امركو: تراث تاريخي و سياحي مهدد بالاندثار
عز الدين تريتر
ليس بعيدا عن الولي الصالح مولاي بوشتى الخمار – التابع لجماعة مولاي بوشتى دائرة قرية با محمد – ،توجد قلعة امركو الشامخة فوق جبل امركو التي اشتقت اسمها من اسمه و الذي يتميز بتضاريسه الصعبة و مسالكه الوعرة، والمشرف على نهر ورغة وبحيرة سد الوحدة .
و قلعة “أمركو” او امركون بالامازيغية تعني طائر السمان
و القلعة تعود إلى العصر المرابطي ، بعدما كان يعتقد بأنها معلمة من المعالم الرومانية أو البرتغالية بحكم هندسة أبراجها الدائرية، ورغم ضعف المعلومات في المصادر التاريخية التي تناولت تاريخ المرابطين، فإن القلعة لعبت دورا مهما في الصراعات المرابطية الموحدية، إذ برزت أول الأمر سنة 1141 ميلادية، لما شكلته من عائق ضد حملة عبد المومن بن علي، وأرغمته على العودة إلى فاس، غير أن اعتصام المرابطين في القلعة لم يدم طويلا، وسرعان ما اقتحم الجيش الموحدي القلعة وسيطر عليها، ومنذئذ، لم يذكر اسم القلعة في المصادر التاريخية التي تناولت تاريخ المغرب، ماعدا ما جاء في كتاب “وصف إفريقيا “، لـ”حسن الوزان”، وهي معلومات غامضة إلا أنها برزت في السنوات العشرين خلال حرب الريف، حيث اتخذها الجيش الفرنسي كمركز مراقبة وبهذا أعاد إليها القليل من نشاطها .
و قلعة امركو لازالت شاهدة على تاريخها الى يومنا هذا ،وقد انتقلت القلعة من دورها العسكري. الى دورها السياحي ، و الزائر اليها تستهويه طبيعتها و مناظرها الخلابة ،بالرغم من صعوبة المسالك المؤدية اليها .
وللحفاظ على هذا الموروث التاريخي و السياحي و الاركيلوجي، لابد من تدخل المسؤولين ورد الاعتبار اليها وترميمها و اصلاحها حتى تصبح قطبا سياحيا بامتياز و محجا وطنيا وعالميا للعديد من السياح.