الصحافة بين أهلها والدخلاء : من يضع حدا للعبث؟

فلاش 24 ـ أفريلي مهدي

صرنا نعيش زمنا غريبا ، زمنا توزع فيه بطاقات “المراسل الصحفي” كما توزع أوراق الإشهار في الشوارع! حيت لم تعد هذه الصفة المهنية الرفيعة تمنح انطلاقا من الكفاءة أو المصداقية، بل صارت في متناول كل من أراد أن يتقمص دور الصحافي دون أن يملك من الصحافة سوى الاسم.

 

فأي مهنة هذه التي يفتح بابها لكل من يهوى الظهور أمام الكاميرا أو التسلل إلى الأحداث لالتقاط صور ونشرها على مواقع التواصل وكأنها “سبق صحافي”؟ وأي إعلام هذا الذي يمنح بطائق المراسلة لأشخاص لا يملكون لا تكوينا ولا التزاما ولا حتى لغة سليمة؟

 

فالصحافة ليست بطاقة تعلق على الصدر، وليست وسيلة لقضاء المصالح الشخصية أو للتقرب من المسؤولين ،كونها مهنة شرف ومسؤولية، قائمة على المصداقية، على الصدق قبل السرعة، وعلى المبدأ قبل المصلحة ، ولكن بعض من تسللوا إليها جعلوا منها وسيلة للابتزاز، وللتباهي الزائف، فشوهوا صورتها وعبثوا بثقة الناس في الإعلام.

 

والمؤلم أكثر وهي حقيقة لا يمكن نفيها في أن بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، لأنها فتحت الباب على مصراعيه أمام أشخاص لا علاقة لهم بالميدان، فقط لأنهم يجلبون “نقرات” ومشاهدات فهكذا تحولت مهنة الصحافة من رسالة نبيلة إلى تجارة رخيصة في أيدي من لا يفرق بين الخبر والإشاعة.

 

لقد آن الأوان لوضع حد لهذه الفوضى، فالميدان الصحافي ليس ملعبا للمتطفلين، ولا مكانا لمن يبحث عن الأضواء على حساب الحقيقة ،وآن الآوان كي نقول بأن المهنة أكبر من أن تترك لكل من هب ودب .

وختاما لما سلف ذكره فهذا لا يعني بأن هناك مراسلين ذوي كفاءة مهنية عالية اكتسبوها من خلال التجارب الميدانية ومن خلال احتكاكهم بمؤسسات إعلامية وصحفيين أكفاء استفادوا من تجاربهم ومن مهنيتهم.

الصحافة بين أهلها والدخلاء : من يضع حدا للعبث؟
التعليقات (0)
اضف تعليق